مع استمرار النزاع العنيف في غزة، يتزايد التوتر على الجبهة الشمالية للبنان، حيث يواصل القادة الإسرائيليون تهديداتهم بإمكانية شن عملية عسكرية كبيرة ضد المقاومة اللبنانية. تأتي هذه التصريحات في وقت يسعى فيه العدو الإسرائيلي إلى ضمان عودة أكثر من 100 ألف مستوطن نزحوا من مستعمراتهم في الجليلين الغربي والأعلى. وتتصاعد هذه التهديدات مع تعثر الجهود الدولية لإنهاء النزاع، مما يزيد من احتمال حدوث تصعيد واسع النطاق في المنطقة.


واصلت قيادات العدو الإسرائيلي تهديداتها للبنان، مشيرة إلى استعداد جيش الاحتلال لتنفيذ عملية عسكرية كبيرة ضد المقاومة. تأتي هذه التهديدات في إطار محاولات تغيير قواعد الصراع وضمان عودة أكثر من 100 ألف مستوطن نزحوا من مستعمراتهم في الجليلين الغربي والأعلى. 

مع تعثر التوصل إلى اتفاق ينهى الحرب على غزة، والتي كان يُأمل أن تؤدي إلى وقف التصعيد مع لبنان، تزايدت التهديدات الإسرائيلية مع تصاعد صعوبة إقناع الأطراف بإنهاء النزاع. فشل المساعي الأميركية والأوروبية في فصل جبهات الصراع زاد من تعقيد الوضع، بينما يستمر المبعوثون الغربيون والعرب في نقل رسائل التهويل والتهديد إلى المسؤولين اللبنانيين، مُبرزين النزوح الكبير للمستوطنين كسبب مبرر لأي عمل عسكري كبير ضد لبنان.

يشير المطلعون إلى أن إسرائيل، رغم عدم رغبتها في الحرب، قد تضطر إلى القيام بعملية عسكرية كبرى لتحقيق أهدافها، خاصةً في ظل استمرار النزوح والضغط الدولي. ويعتقدون أن الولايات المتحدة قد تكون عاجزة عن فرض ضغوط فعالة على حكومة بنيامين نتنياهو لوقف التصعيد.

على الصعيد العسكري، تقوم إسرائيل بمناورات وتدريبات مكثفة لزيادة قدرتها على القيام بعمل عسكري بري في لبنان وسوريا. وتستهدف هذه التدريبات الأراضي اللبنانية والسورية على حد سواء، حيث يتطلع الجيش الإسرائيلي إلى قطع الإمدادات عن حزب الله وضمان تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق واسعة.

وفي هذا السياق، تقوم جهات متعددة، بما في ذلك الحلفاء الغربيون والعرب لإسرائيل، بخلق ضغوط سياسية وشعبية على حزب الله في لبنان وسوريا. تركز هذه الجهود على استغلال الوضع المضطرب لتوجيه ضربة عسكرية كبيرة، وقد يتضمن ذلك تصعيد الأعمال ضد الجيش السوري وتحفيز قوى المعارضة السورية.

تؤكد المصادر أن هناك تداخلًا بين الرهانات المختلفة التي تدفع الأطراف المعنية نحو تصعيد الصراع، مع التركيز على النازحين السوريين والمعارضة السورية. وتتسرب معلومات حول اجتماعات بين قوى لبنانية معادية لحزب الله والمعارضة السورية، حيث تم تبادل الأراء حول موقف النازحين السوريين في حال اندلاع الحرب.

وتبرز أيضاً المخاوف من أن بعض المجموعات السورية التي كانت على علاقة مع إسرائيل قد تكون مستعدة للتعاون مع قوات الاحتلال. يتضمن ذلك شخصيات بارزة مثل "كلينتون" من بلدة كناكر، الذي سبق أن أقام علاقات مع العدو الإسرائيلي ويُشتبه في محاولته العودة إلى النشاط بالتعاون مع الدعم الإسرائيلي.


المصدر : الاخبار