عندما قرر بيل غيتس ترك الكلية في عام 1976 لتأسيس "مايكروسوفت"، لم يكن يتخيل أن شركته ستتحول إلى واحدة من أقوى شركات التكنولوجيا في العالم، بقيمة تتجاوز 3 تريليونات دولار. في تلك الفترة، كان غيتس، الذي لم يتجاوز عمره العشرين، يركز على جودة البرمجيات وأثرها على عالم الحوسبة. اليوم، وبعد مسيرة مليئة بالنجاح والثروات، تغيرت نظرة غيتس للنجاح، حيث يركز على إحداث تأثير إيجابي من خلال التبرع بثروته ومواصلة العمل على القضايا البيئية والصحية.


عندما ترك بيل غيتس الكلية في عام 1976 ليؤسس شركة "مايكروسوفت" مع شريكه بول ألين، لم يكن في ذهنه أن يصبح واحداً من أغنى الأشخاص في العالم أو أن تصل قيمة شركته إلى أكثر من 3 تريليونات دولار. في تلك الفترة، كان غيتس، البالغ من العمر عشرين عامًا، يركز على سؤال بسيط: "هل برمجيتي تعمل بشكل جيد؟ وهل يمكن لهذه الحواسيب الصغيرة أن تُظهر للعالم قدرتها وتأثيرها؟"

كان غيتس وألين، في ذلك الوقت، يُعتبرون "هواة" في عالم الكمبيوتر، لكنهما كانا واثقين من أن الثورة التكنولوجية قريبة. يقول غيتس: "كان الأمر يشبه السحر، وكنت مستعداً لتكريس حياتي في العشرينات للبرمجيات فقط، والتركيز على خلق برمجيات عالية الجودة تجعل الناس يستخدمون الكمبيوتر الشخصي."

على الرغم من تركيزه على الجودة، لم يغفل غيتس عن الجانب المالي. ففي "رسالته المفتوحة للهواة" عام 1976، دعا إلى ضرورة دفع أسعار عادلة للبرمجيات لضمان تعويض المطورين بما يكفي لتشجيعهم على الاستمرار في تطوير برامج جديدة.

يتذكر غيتس قائلاً: "كانت مايكروسوفت كل شيء في حياتي خلال العشرينات. كانت رؤيتي للنجاح تركز بشكل رئيسي على دفع الشركة إلى طليعة عصر الكمبيوتر." وبفضل هذا التركيز، أصبحت ثروته الصافية الآن تُقدَّر بـ128 مليار دولار وفقًا لمجلة "فوربس".

اليوم، في سن 68، تغيرت نظرة غيتس للنجاح. بينما يستمتع بقراءة وتعلم موضوعات مثل علم الأحياء والفيزياء وعلوم المناخ، كما يتضح من سلسلته الوثائقية المقبلة على "نتفليكس"، أصبح تعريفه للنجاح يشمل إضافة قيمة حقيقية للعالم. غيتس يركز الآن على التبرع بجزء كبير من ثروته من خلال مبادرات مثل مؤسسة "بيل وميليندا غيتس" و"Breakthrough Energy" للاستثمار في الطاقة النظيفة.

يقول غيتس: "يمكنني الآن تعريف نجاحي من خلال تمكين الآخرين ومشاركة ما تعلمته، وتوفير مواردي لمكافحة مشاكل مثل الملاريا وتغير المناخ." ويأمل أن يواصل هذا العمل في العقود القادمة، مضيفًا: "أنا محظوظ لكوني في مرحلة مختلفة من حياتي، وما زلت أستطيع أن أشعر بأنني أصنع فرقًا."


المصدر : الشرق الأوسط