في ظل تعقيدات المشهد السياسي والأمني في لبنان والمنطقة، تتزايد التحركات الدولية بحثًا عن حلول للأزمات المتشابكة، من الحدود الجنوبية المشتعلة بالتوتر إلى الفراغ الرئاسي المستمر في البلاد. وبينما تتوالى الأنباء عن زيارات لموفدين دوليين، تتجه الأنظار إلى اجتماع سفراء الخماسية العربية والدولية، وسط ترقب لخريطة طريق قد تُفضي إلى حل شامل يشمل الوضعين الأمني والسياسي. في هذا الإطار، تتكشف معلومات عن فرص محتملة لتحقيق اختراق في جدار المأزق الرئاسي، بفضل مؤشرات خارجية إيجابية، فيما تظل التحديات الداخلية قائمة وسط تحذيرات من مغبة تأخر التوافق في هذه اللحظة الحاسمة.


في ظل الحديث عن زيارات مرتقبة لموفدين دوليين إلى المنطقة، ينتظر لبنان زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان نهاية الشهر الجاري، بينما لم يتحدد بعد موعد زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين إلى إسرائيل. وفي هذا السياق، أكد المسؤولون اللبنانيون للممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي ونائب المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، تمسّكهم بتطبيق القرار الدولي 1701، والعمل على إنجاز الاستحقاق الرئاسي. في الوقت نفسه، يترقب الجميع اجتماع سفراء الخماسية العربية والدولية غدًا، لمعرفة ما إذا كان هناك خريطة طريق لحل "متكامل" يشمل الحدود الجنوبية والملف الرئاسي.

من جهة أخرى، أوضح مصدر سياسي رفيع لصحيفة "الجمهورية" أنه لا توجد زيارة قريبة لهوكستين إلى لبنان، مشيرًا إلى أن زيارته الأخيرة لبيروت "كانت كافية ووافية لتوضيح الصورة والتعاون من أجل خفض التصعيد". وأضاف المصدر أن لودريان سيصل إلى بيروت لمتابعة جهوده في ملف انتخاب الرئيس، لكنه حذّر من أن تحقيق تقدم ملموس ليس مضمونًا.

وفي الوقت الذي تتحدث فيه أوساط مطّلعة عن مؤشرات إيجابية من الخارج، خصوصًا على صعيد التعاون الأميركي-السعودي، تشير معلوماتها إلى أن هناك فرصة محتملة لتحقيق خرق في الأزمة الرئاسية، بشرط أن يتمكن اللبنانيون من استغلال هذه اللحظة. وأفادت جهات دبلوماسية أميركية بأن أمام اللبنانيين فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية حتى موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر المقبل. وحذرت من أن أي تأخير قد يعني انتظارًا طويلًا حتى صيف العام المقبل، في حال فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، إذ ستكون الإدارة الجديدة بحاجة إلى أشهر لترتيب أوضاعها.

في سياق متصل، شددت الأوساط السياسية على أن حل الأزمة الرئاسية يتطلب تقاطعًا أميركيًا-سعوديًا-إيرانيًا، معتبرة أن غياب هذا التقاطع سيجعل من الصعب إنجاز الاستحقاق الرئاسي. كما أشاروا إلى تلقي لبنان إشارات أميركية تحذره من خطورة التصعيد على الحدود الجنوبية، في ظل انشغال الإدارة الأميركية بالانتخابات، مما قد يضعف فاعلية الضغوط على الأطراف المعنية وعلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لكبح توسيع الحرب.


المصدر : الجمهورية