في تحول مفاجئ للمشهد الاستراتيجي في منطقة المحيط الهادئ، شقت سفينتان حربيتان ألمانيتان، طريقها عبر مضيق تايوان، مكسرات بذلك جليدًا عسكريًا استمر لعقدين، حيث تعكس هذه الخطوة تصميم برلين على دعم حلفائها الغربيين في ظل تصاعد التوترات بين تايوان والصين.


وأوضح وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، من برلين أن الفرقاطة "بادن فورتمبرغ" وسفينة الإمدادات "فرانكفورت أم مين" قد مرت عبر المضيق. وأضاف بيستوريوس: "المياه الدولية مياه دولية، إنها أقصر الطرق وأكثرها أماناً في ظل الظروف الجوية، لذا فإننا نمر عبرها."

لم يتم إبلاغ الحكومة الصينية مسبقاً بمسار السفن الألمانية، وفقاً لمصادر من وزارتي الدفاع والخارجية الألمانية، التي أوضحت أن السفن في طريقها من كوريا الجنوبية إلى العاصمة الفلبينية مانيلا. من جانبه، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الفلبينية أن الإخطار المسبق ليس مطلوباً بموجب القانون الدولي، نظراً لأن المضيق يعتبر مياه دولية.

تأتي هذه الخطوة في إطار "الانتشار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، حيث تُجرى عدة مناورات متعددة الجنسيات في المنطقة. يمكن اعتبارها رسالة دعم قوية من برلين للغرب، خاصة في ضوء التجنب المتعمد لمضيق تايوان من قبل الفرقاطة الألمانية "بايرن" قبل ثلاثة أعوام، مراعاةً لبكين.

في هذا السياق، أشار الدكتور ماركوس فابر، عضو البرلمان الألماني ورئيس لجنة الدفاع في البوندستاغ، إلى أن "طرق التجارة الحرة في جميع أنحاء العالم مهمة جداً لازدهارنا". وأضاف أن مرور السفن عبر مضيق تايوان "يظهر لشركائنا القيمين تايوان وكوريا الجنوبية واليابان أن بإمكانهم الاعتماد على ألمانيا."

من جهة أخرى، قال الخبير الأمني التايواني الدكتور تشين يي تو إن "هذا التصرف يُظهر أن دعم ألمانيا لمضيق حر ومفتوح ليس مجرد كلمات جوفاء، بل يتم ترجمته إلى أفعال."


المصدر : وكالات