في خطوة غير مسبوقة منذ 16 عامًا، أعلن عشرات الآلاف من عمال شركة بوينغ العملاقة عن إضراب شامل، مما أدى إلى توقف كامل للإنتاج في مقر الشركة الرئيسي بمنطقة سياتل الأمريكية.


ويأتي هذا الإضراب بعد فشل المفاوضات بين إدارة الشركة والفرع المحلي لنقابة الميكانيكيين، والتي استمرت لأكثر من ثمانية أشهر. وقد رفض العمال بأغلبية ساحقة الاتفاق الجديد الذي اقترحته الشركة، معربين عن استيائهم من شروط العقد المقترح.

وأكد جون هولدن، رئيس نقابة الميكانيكيين، أن أكثر من 94% من العمال صوتوا ضد الاتفاق الجديد، في حين صوت 96% لصالح الإضراب. وقال هولدن في مؤتمر صحفي مساء الخميس: "يبدأ الإضراب عند منتصف الليل"، مضيفًا أن النقابة تقدمت بدعوى قضائية ضد الشركة، متهمة إياها بممارسات غير عادلة أثناء المفاوضات.

وأدى الإضراب العمالي منذ صباح يوم الجمعة إلى إغلاق مصنعين رئيسيين لشركة بوينغ في مدينتي رينتون وإيفيريت، حيث يتم تجميع طائرات 737 ماكس وطائرات الشحن 777 و767. كانت هذه الطائرات تعاني بالفعل من تأخيرات في عمليات تسليمها، وقد تفاقم الوضع الآن نتيجة للإضراب.

بالإضافة إلى ذلك، توقفت عمليات الإنتاج في مواقع أخرى، بما في ذلك مصنع لقطع الغيار في بورتلاند بولاية أوريغون، ومقر لإعادة تصنيع طائرات 787 دريملاينر في إيفيريت. ومع ذلك، لم تتأثر عمليات تجميع طائرات دريملاينر في الوقت الحالي، حيث يقع مصنعها في ولاية كارولينا الجنوبية، والتي لا يشملها الإضراب.

كما يزداد الوضع تعقيدًا، حيث تعتمد بوينغ على الحصول على دفعات أكبر، تمثل نحو 60 بالمئة من المبالغ المتعاقد عليها، عند تسليم الطائرات. علاوة على ذلك، تراجعت الإنتاجية منذ الحادث الذي تعرضت له طائرة تابعة لخطوط طيران ألاسكا من طراز 737 ماكس 9، والتي انفصل بابها أثناء الطيران في يناير الماضي.

وأشار موقع "ليهام نيوز" المتخصص بشؤون الطيران إلى أن الإضراب يمثل "آخر ما تحتاج إليه شركة بوينغ المتعثرة مالياً". وأفادت شركة تي دي كوين (TD Cowen) بأن إضراباً يمتد 50 يوماً قد يحرم بوينغ من ما بين 3 مليارات إلى 3.5 مليارات دولار من السيولة. وعند الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش، انخفضت أسهم بوينغ بنسبة 2.66 بالمئة في بورصة نيويورك.


المصدر : وكالات