يشهد سوق النفط العالمي تحولات دراماتيكية غير مسبوقة، حيث تتراجع أسعار النفط بشكل حاد بعد سنوات من الارتفاع المستمر والسيطرة المشددة من قبل منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها.


وقد انخفض مؤشر خام برنت، وهو أحد أهم المؤشرات لأسعار النفط العالمية، إلى ما دون 70 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، مما يثير قلقًا كبيرًا في أوساط شركات النفط الكبرى التي قد تواجه خطر الانهيار بسبب هذه التطورات.

وفي هذا السياق، حذرت وكالة الطاقة الدولية من استمرار الانخفاض في أسعار النفط، حيث أشار فاتح بيرول، رئيس إدارة معلومات الطاقة، إلى أن الطلب الضعيف على النفط، بالإضافة إلى زيادة الإنتاج من الدول غير الأعضاء في أوبك، وخاصة الولايات المتحدة، يخلق ضغوطًا نزولية كبيرة على الأسعار.

وقد ارتفعت أسعار النفط منذ أن أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى فرض عقوبات شاملة على قطاع الطاقة، مما خلق ظروفا مواتية لإمدادات محدودة من الخام العالمي وسيطرة كبيرة على السوق من جانب أوبك +.

لكن الآن، "تحول المزاج بين التجار والمضاربين بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة بسبب مخاوف من ضعف النمو في الصين والولايات المتحدة، مما دفع أوبك إلى تأجيل خطة لبدء التراجع عن التخفيضات التي تزيد عن مليوني برميل يوميا"، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز يوم الخميس الماضي.

ووفقا لبيرول، فإن السبب الرئيسي للتباطؤ هو ضعف الطلب الصيني على النفط، قائلا: "في السنوات العشر الماضية، جاء حوالي 60 في المائة من نمو الطلب العالمي على النفط من الصين. إن الاقتصاد الصيني يتباطأ الآن. لقد بلغت سنوات من النمو السريع ذروتها، وتواجه بكين الآن أزمة عقارية طويلة الأمد تتميز بوجود أعداد كبيرة من المساكن غير المكتملة، والديون المتضخمة، وأنماط الاستهلاك الضعيفة، ومعدلات البطالة المرتفعة".

ومع ذلك، تظل أوبك أكثر تفاؤلاً بشأن توقعات النفط من وكالة الطاقة الدولية. وفي حين تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن الطلب العالمي على النفط هذا العام سينمو بمقدار 903 ألف برميل يوميا، تتوقع أوبك معدل نمو قدره 2.03 مليون برميل يوميا هذا العام و1.74 مليون برميل يوميا العام المقبل.


المصدر : وكالات