نظمت بلدية لبعا برئاسة السيد فادي رومانوس احتفالاً في البلدة بمناسبة افتتاح شارع باسم العميد الركن بول فارس، بعد اعتماد تسميته من قبل المجلس البلدي للبعا. ورعى حفل الافتتاح رئيس الجمهورية الأسبق العماد ميشال سليمان، ممثلاً بمستشاره الإعلامي بشارة خير الله، وبحضور شخصيات وفعاليات.

حضر الحفل إلى جانب ممثل الرئيس سليمان ورئيس البلدية فادي رومانوس، شخصيات عسكرية وروحية وأعضاء المجلس البلدي وفعاليات المنطقة.

 

بدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم الوقوف دقيقة صمت عن روح العميد الراحل. 

رحب رئيس البلدية فادي رومانوس بالحضور، وتخلل الحفل إلقاء كلمات من قبل السيد عبدالله محفوظ، الأستاذ طانيوس رزق، وابنة العميد الراحل الآنسة لارا بول فارس. حيث شددت الكلمات على أهم محطات حياة العميد بول فارس، مسلطة الضوء على مبادراته الجريئة ومواقفه السبّاقة وبطولاته العسكرية وتضحياته للمصلحة العليا إلى جانب الدراسات والأبحاث التي قدمها.

 

وتحدث ممثل الرئيس ميشال سليمان، الأستاذ بشارة خير الله، عن مزايا العميد فارس الوطنية، معدداً محطات مهمة برهنت على فروسية من جهة وديمقراطية تقبل الرأي الآخر من جهة أخرى. كما نقل خير الله تحيات الرئيس ميشال سليمان، منوهاً بجهود رئيس البلدية ومبادرته لتكريم الأبطال أمثال العميد بول فارس.

 

بعدها، تمت إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية من قبل ممثل الرئيس سليمان، رئيس البلدية، وعائلة العميد الراحل. 

واختتم الاحتفال بحفل كوكتيل بالمناسبة في حديقة لبعا العامة.

من هو الجنرال بول فارس؟

من لبعا قضاء جزين، مواليد 1937.

- عام 1976، وبعد قيام حركة أحمد الخطيب وحركة انقلاب اللواء عزيز الأحدب، بادر كنقيب في الجيش إلى السيطرة على ثكنات المصالح والطرابلسي والرادار والمستشفى العسكري. وأعلن مع عدد من العسكريين حركة الضباط المسيحيين الأحرار الذين أيدوا حركة انقلاب الأحدب. وظهر على تلفزيون لبنان في حينه ليعلن بياناً باسم هؤلاء الضباط.

  • وبعد فشل محاولة الأحدب، كان من مؤسسي "جيش لبنان"، وهي مجموعة عسكرية أخذت على عاتقها القتال إلى جانب المقاومة اللبنانية ضد التجاوزات الفلسطينية أولاً، ثم السورية ثانياً.

- هو الذي وضع خطة احتلال مخيم الكرنتينا وأشرف على تنفيذها مع مقاتلي الكتائب اللبنانية.

- كان أحد كبار مهاجمي مخيم تل الزعتر طيلة 52 يوماً، واستسلم له شخصياً هذا المخيم بواسطة وفد فلسطيني خرج ليعلن الاستسلام في مكتب الرئيس أمين الجميّل، محاولاً قدر الإمكان التخفيف من التجاوزات التي حصلت إثر ذلك.

- أيد القوات اللبنانية بشدّة منذ نشأتها كقوة مؤلفة من الكتائب والأحرار والتنظيم وحراس الأرز. درّب كل منها حسب الطلب، وكان من كبار مناصريها لاعتقاده الدائم بأن المقاومة هي عمل وطني مشروع يتعلق بكرامة كل فرد وارتباطه بأرضه، خاصة عندما تعجز الدولة عن القيام بواجباتها الدفاعية والأمنية.

- في عام 1978، في معركة العاقورة، بادر بالتنسيق مع قيادات المقاومة المسيحية التي كانت منتشرة في المنطقة وحارب وانتصر على الجيش السوري.

- في عام 1983، قاد اللواء الخامس في معارك سوق الغرب ضد السوريين.

- في شباط 1984، قاد معركة بالغة الخطورة، دخلاً إلى بيروت الغربية من جهة برج المر لاستعادة وزارة الداخلية والبنك المركزي وصولاً إلى المرفأ. أدى هذا الهجوم إلى تعزيز معنويات الجيش.

- في عام 1990، عند حصول حرب الإلغاء، اعترض عليها وأنشأ القوى المحايدة لمنع سفك الدماء بين الإخوة، ودعا العسكريين لأخذ موقف محايد من الصراع بين الفريقين.

- في عام 1982، تم الاتصال به من قبل الإسرائيليين المتواجدين في العاصمة بيروت لإقناعه بالذهاب إلى الجنوب مع اللواء أنطوان لحد، فرفض. وعندما جُدد الاتصال به عامي 1986 و1991 كضابط جنوبي، وقدمت له العروض المادية السخية ليذهب ويحل محل اللواء أنطوان لحد، رفض مجدداً.

- في عام 1992، رفض الاجتماع باللواء غازي كنعان ورفض التعاون مع السوريين، عندما عُرض عليه ذلك بواسطة مدير مخابرات الجيش اللبناني في حينه، معتبراً الوجود العسكري السوري في لبنان تعدياً على السيادة اللبنانية.

- في العام 2000، ترشح للانتخابات النيابية ليتمكن من إصدار بيانه الشهير "لا للاحتلال السوري"، وعقد مؤتمراً صحفياً في نقابة الصحافة ليعلن ذلك، مما عرّضه للتهديد من قبل السوريين هو وأفراد عائلته. ولوحق وحوّل للمحاكمة وحوكم. وكان من نتيجة ذلك أن صدر بعدها بيان المطارنة يطالب بإعادة تموضع الجيش السوري، وكرّت المسبحة حتى القرار 1559 وبعدها قامت ثورة الأرز التي كان هو المحرّك الأول لها.

- في عام 2003، عندما بدأت الاستعدادات من قبل الأميركيين للهجوم على العراق، كان هو الضابط الوحيد في العالم العربي الذي تطوع للدفاع عن العراق ضد الاحتلال الأميركي، لا دفاعاً عن صدام حسين ولا عداء للأميركيين، وإنما لعدم قبوله بأن يتعرض أي قطر عربي للاحتلال من قبل الأجانب مهما كان السبب.

- في عام 2006، قدم مشروع استراتيجية الدفاعية لأفرقاء طاولة الحوار - نشر في جريدة الديار.

- في عام 2007، قدم مشروع قانون الانتخاب الذي لقب لاحقاً بالمشروع الأرثوذكسي.

الجنرال بول فارس لم يدخل يوماً في الصراعات الداخلية بين اللبنانيين. تابع الأحداث عن قرب على الأرض ومن خلال قراءاته والندوات الثقافية، لكنه لم يمارس السياسة كسياسة. فمواقفه كانت دائماً بدافع وطني محض، مما اضطره لأخذ مواقف جريئة وخطرة وأحياناً إنسانية، كاضطراره للاستيلاء على البنك المركزي عام 1989 في جونيه بقوة السلاح وأمام كاميرات التلفزة لسحب الأموال ودفع رواتب جنوده دون أن يتعرض بعدها للمحاكمة، بسبب تبرئة المحققين لتصرفاته واعترافاً بنزاهته.

- لم يكن له أي ارتباط بأية جهة داخلية، متحرراً من أية تأثيرات من أية جهة كانت.

- لم تكن له أي علاقات خارجية أو اتصالات بالسفارات.

- عميد ركن، حائز على دراسات عليا في التاريخ، وعضو في عدد من لجان البحث. كان أحد أعضاء لجنة الباحثين التي قدمت مشروع السينودوس للبنان للبابا يوحنا بولس الثاني. وكان أحد أعضاء لجنة الباحثين التي وضعت مشروع الفدرالية كحل دائم للمسألة اللبنانية عام 1988، المشروع الذي تبنّاه ضمن برنامجه لرئاسة الجمهورية حين ترشحه للرئاسة في عام 2007. كان مرشحاً مستقلاً، حرّاً غير أسير لأية ضغوطات، لا مادية ولا معنوية. كان محرّكه الوحيد إيمانه بلبنان وحبه للبنانيين.


المصدر : Transparency News