تزايدت التكهنات حول نية إسرائيل تنفيذ اجتياح بري للبنان، بعد توصية قدمها قائد اللواء الشمالي في الجيش الإسرائيلي، الجنرال أوري غوردين، تهدف إلى إنشاء حزام أمني في جنوب لبنان لردع "حزب الله" وضمان عودة النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم. هذه التحركات أثارت نقاشات واسعة في الأوساط اللبنانية، وسط تحذيرات من تداعيات عسكرية وسياسية خطيرة قد تنجم عن أي تصعيد إسرائيلي في المنطقة.


لم يأخذ "حزب الله" التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ اجتياح بري للبنان على محمل الجد في الفترة الماضية، رغم الإشاعات عن نية إسرائيل إبعاد قوات النخبة "الرضوان" عن الحدود. غير أن التوصية التي تقدم بها قائد اللواء الشمالي في الجيش الإسرائيلي، الجنرال أوري غوردين، باحتلال جزء من جنوب لبنان وتحويله إلى حزام أمني بهدف منع أنشطة "حزب الله" وضمان عودة النازحين الإسرائيليين، وضعت الملف في صلب النقاش اللبناني الداخلي.

وفي هذا السياق، أكد رياض قهوجي، رئيس مركز "الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري"، أن إسرائيل تسعى منذ فترة لإقامة حزام أمني على الحدود اللبنانية من خلال إفراغ القرى الحدودية من سكانها. ومع ذلك، يعتبر قهوجي أن هذا الإجراء لا يحل مشكلة إسرائيل بالكامل، حيث يظل خطر الصواريخ والطائرات المسيّرة قائماً. ويرى قهوجي أن أي محاولة لإقامة حزام أمني داخل لبنان ستؤدي إلى تعديل القرار الدولي 1701، ما سيعقّد الأمور دون حلّها، مشيراً إلى أن المبعوث الأميركي آموس هوكستين يفضل الحل الدبلوماسي.

من جهته، شدد العميد المتقاعد جورج نادر على أن إعادة المستوطنين النازحين من شمال إسرائيل، البالغ عددهم 150 ألف شخص، باتت هدفاً رئيسياً للحكومة الإسرائيلية. ويشير إلى أن الخيار العسكري قد يشمل اجتياحاً برياً محدوداً تستخدمه إسرائيل كورقة ضغط في المفاوضات، على الرغم من المعارضة الدولية لهذا السيناريو.

ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصادر عسكرية إسرائيلية أن الظروف مواتية لتنفيذ هذه العملية، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي قتل العديد من عناصر "الرضوان" خلال الأشهر الماضية، وأن نسبة السكان في جنوب لبنان تراجعت إلى 20% فقط، ما قد يسهل تنفيذ الخطوة بسرعة.

الهدف النهائي لهذه العملية، بحسب المصادر، هو إبعاد خطر "حزب الله" وضمان أمن سكان الشمال الإسرائيلي، مع استخدام الحزام الأمني كورقة ضغط للتوصل إلى تسوية دائمة.


المصدر : الشرق الأوسط