حرب الاستنزاف الطويلة تنتقل إلى العمق الداخلي

ما حدث الثلاثاء الماضي وتبعه انفجار آخر يوم الأربعاء، بتقنية استخباراتية إسرائيلية متطورة، استهدف أجهزة الاتصال اللاسلكية (بيجرز) المستخدمة من قِبل عناصر حزب الله، ما جعل الحادث يكتسب طابعاً أمنياً محترفاً. ومع ذلك، فإن العدد الكبير من الضحايا - بين قتلى وجرحى وحالات حرجة - يعكس معركة تشنها إسرائيل دون قتال مباشر. العملية تجاوزت أساليب الاستخبارات التقليدية إلى محاولة تفكيك البيئة الحاضنة للحزب.

الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة أدت إلى عدة نتائج منها:

1. تحوّل الخط الأزرق إلى ساحة حرب استنزافية أرهقت الجيش الإسرائيلي لأكثر من 11 شهراً، وأدت إلى تهجير مئات الآلاف من المستوطنين، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية المدنية والعسكرية داخل إسرائيل. وعلى الرغم من عدم الإعلان عن حرب شاملة، فإن الحزب يواصل وصف ما يحدث بـ"الإشغال"، بينما تظل إسرائيل متحفظة عن الإقرار بأنها في حالة حرب شاملة.

2. توسّع المواجهة من خطوط التماس إلى العمليات الأمنية، بدءاً من اغتيال قادة حزب الله مثل فؤاد شكر، وصولاً إلى التفجيرات التي استهدفت أجهزة الاتصال في الأيام الأخيرة. إسرائيل تعتبر هذه الهجمات جزءاً من قواعد الاشتباك المتفق عليها لتجنب حرب مفتوحة.

3. إعلان حزب الله أن التفجيرات تمثل أكبر اختراق استخباراتي في تاريخه، ما أعاد لإسرائيل جزءاً من هيبتها بعد صدمة "طوفان الأقصى" وانخراط حزب الله في المعارك.

4. التفجيرات الأخيرة لم تستهدف مقاتلي الحزب بشكل مباشر، بل طواقم الدعم والإغاثة والاتصال، ما يمثل استهدافاً للبنية التحتية البشرية لحزب الله، ويهدد بتوسيع دائرة المواجهة خارج نطاق القتال العسكري.

5. من المتوقع أن يؤكد الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، في كلمته المرتقبة، التزام الحزب بالرد على إسرائيل بشكل "حكيم"، مع تجنب الانجرار إلى حرب شاملة، رغم استمرار التصعيد على جبهة غزة.

 

المصدر : وكالات + Transparency News