إن عواقب الضربة التكنولوجية التي تلقاها حزب الله ساحقة. هناك العديد من التغييرات التي تحتاج إلى التعامل معها الآن - بما في ذلك التغييرات في البنية التنظيمية للحزب، ومعالجة الأضرار الهائلة التي لحقت بالعملاء والاتصالات والمعدات وما إلى ذلك.

قد يستغرق الأمر بعض الوقت، ولكن سيتم التعامل مع الأضرار وإصلاحها. ما لن يكون من السهل إصلاحه هو انعدام الثقة بين أعضاء الحزب.

 

تقارير مقلقة عن أعضاء يرفضون العودة إلى الجبهات، وأعضاء يخشون حتى التحدث عن الموضوع لعدم وجود وسائل اتصال آمنة، ويخشون أن لا يتمكن قادتهم من حمايتهم. حتى أن بعضهم تخلى عن هواتفهم الذكية ويخافون من حمل أي وسيلة اتصال أو نقلها.

 

هذه الضربة هي ضربة مباشرة وكبيرة، في عمق حزب الله. في غضون دقائق اصابة 3000 من مقاتليه. يظل مدى الضرر مخفيًا إلى حد ما لأنه قد يسبب ضائقة وينقل الضعف. لقد عزل حزب الله قادته ومقاتليه عن صفوف النخبة دون أن يستهدف المدنيين، وبالتالي فإن الرد عليه معقد للغاية.

 

ويبدو أن ما حدث قد يكون البداية فقط، ومن يدري فقد تكون هناك مفاجآت أخرى كثيرة تنتظر الحزب. والسؤال الذي يطرحه الجميع: إذا كان حزب الله غير قادر حتى على حماية نفسه ومقاتليه، فكيف يمكنه حماية لبنان من إسرائيل؟ وهل الشعب اللبناني مكشوف وغير محمي بالكامل؟

 

أما اجهزة البيجر، قام الحزب بشرائها من اموال قرض الحسن، وتلك الاموال التي استحوذ عليها الحزب من اموال البيئة الحاضنة التي كانت تقوم برهن المجوهرات والذهب مقابل الحصول على القرض، وهنا لا بد من قتح ملف قرض الحسن.

 

لا بد من الإشارة إلى أن الأضرار كبيرة جداً، ولا يمكن إخفاؤها، البنية التنظيمية للحزب تضررت بشكل كبير على كافة الاصعدة اللوجستية، وعديد الأفراد، والكوادر خصوصاً الصف الأول، والضربة الثانية التي تلقاها الحزب بتفجير أجهزة اللاسلكي، طاولت الكوادر المهمة والتي لها علاقة بربط المسؤولين عن المجموعات المقاتلة بالمقاتلين، وهذا تحييد تام لأهم العتاصر التي يعتمد عليهم حزب الله.


المصدر : Transparency News