في اكتشاف جديد يثري فهمنا للكوكب الأحمر، كشف علماء عن أطلس شامل هو الأكبر والأكثر تفصيلاً على الإطلاق للسحب المريخية. وقد تم إنشاء هذه الخريطة المذهلة باستخدام صور عالية الدقة التقطتها مركبة الفضاء "مارس إكسبريس" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، والتي توفر لنا نظرة غير مسبوقة على التنوع والتعقيد في أنماط الطقس على المريخ.


وقام فريق من الباحثين في المركز الألماني للفضاء بتطوير هذا الأطلس الذي يقدم لنا جولة افتراضية عبر تشكيلات سحابية متنوعة وأنظمة طقس فريدة من نوعها على سطح المريخ، وذلك على الرغم من رقة غلافه الجوي. وقد تم الكشف عن هذا الإنجاز العلمي الكبير في المؤتمر الأوروبي للعلوم الكوكبية الذي عقد في برلين في 10 سبتمبر.

تتميز هذه الخريطة السحابية بأنماط فريدة لم يسبق لها مثيل على الأرض، مما يشير إلى تنوع كبير في الظروف الجوية على المريخ. وتشمل هذه الأنماط سحب الغبار الضخمة وسحب ثاني أكسيد الكربون التي تتشكل بسبب جفاف الغلاف الجوي المريخي.

يُسلط الأطلس الضوء بشكل خاص على سحابة أرسيا مونس الطويلة (AMEC)، وهي ظاهرة جوية فريدة من نوعها تتشكل كل ربيع على المريخ. تمتد هذه السحابة الجليدية لمسافة تصل إلى 1100 ميل، بدءًا من بركان أرسيا مونس وحتى أوليمبوس مونس، أكبر بركان في النظام الشمسي. وتتحرك هذه السحابة بسرعة هائلة تصل إلى 370 ميلاً في الساعة، مما يوفر للعلماء رؤى قيمة حول أنظمة الطقس المعقدة على المريخ.

وأعربت عالمة الجيولوجيا الكوكبية دانييلا تيرش من المركز الألماني للفضاء عن دهشتها من تنوع السحب على المريخ، وقارنتها بالسحب التي نراها في سماء الأرض. وقالت: "إن السحب على المريخ متنوعة ورائعة مثل تلك التي نراها في سمائنا على الأرض".

كما يُعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة في فهمنا للكوكب الأحمر، حيث يوفر لنا خريطة طريق لاستكشاف المزيد من أسرار الطقس والمناخ على المريخ. وستساعد هذه المعلومات العلماء على التخطيط للمهام المستقبلية إلى المريخ، سواء كانت مهام روبوتية أو مأهولة.


المصدر : وكالات