العام الدراسي الجديد في مواجهة تحديات غير مسبوقة: هل المدارس جاهزة لاستقبال طلابها؟
24-09-2024 01:22 PM GMT+03:00
مع تصاعد وتيرة الهجمات الإسرائيلية على لبنان، يواجه العام الدراسي الجديد تحديات غير مسبوقة، إذ لم تقتصر الحرب على الجنوب بل امتدت إلى مناطق واسعة مثل بيروت والبقاع الشمالي والغربي، مما يضع مستقبل الطلاب وأسرهم في دائرة المجهول. فقد شهد لبنان، خلال الأيام الماضية، سلسلة من الأحداث الدامية، كان أبرزها انفجارات ضخمة استهدفت أجهزة اتصال البيجر واللاسلكي، ما أدى إلى إصابة الآلاف، بينهم من فقدوا أطرافهم أو بصرهم، مما يعمّق من المأساة الإنسانية التي يواجهها اللبنانيون.
وفي موازاة ذلك، شنّت إسرائيل ضربات جوية عنيفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث قصفت منطقة الجاموس بالقرب من مجمع القائم، ما أسفر عن استشهاد حوالى خمسين شخصاً، بينما لا يزال العديد من المفقودين تحت الأنقاض، وهو ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية والدمار الذي طال المباني الشاهقة في المنطقة.
وفي ظل هذا المشهد الكارثي، يبرز السؤال المحوري حول مصير العام الدراسي في ظل هذه التطورات الأمنية والضغوط الإنسانية، والتي قد تؤدي إلى تصعيد أكبر. هل ستتمكن المدارس من استقبال طلابها؟ وهل سيتمكن الأساتذة من نيل حقوقهم بعد المطالبات التي رفعوها إلى المسؤولين، أم أن الأزمات المتلاحقة ستفرض واقعاً جديداً يهدد بتأجيل العام الدراسي؟
من جهته، أكد الدكتور حسين محمد سعد، رئيس لجنة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي، أن "مساهمة الـ50 دولاراً للأساتذة لم تُلغَ"، مشيراً إلى أن الأمور لا تزال معلقة بانتظار التمويل اللازم من الدولة أو الجهات المانحة. وأوضح أن هذه المساهمات تُستخدم لتعويض الأضرار التي تتعرض لها المدارس الرسمية بفعل استخدام مبانيها لتدريس الطلاب السوريين.
وفي سياق متصل، أشار سعد إلى الصعوبات التي يواجهها الأساتذة، موضحاً أن هناك أساتذة فقدوا أيديهم أو أعينهم جراء التفجيرات الأخيرة، ما يحول دون قيامهم بواجباتهم التعليمية كما في السابق.
على صعيد آخر، أوضحت مصادر في وزارة التربية أن الوضع الأمني المتدهور بات يشمل مناطق واسعة من لبنان، ما يضع مستقبل العام الدراسي في مهب الريح، خصوصاً في الجنوب.
من جانبه، دعت الاختصاصية النفسية والاجتماعية غنوة يونس إلى ضرورة تقديم الدعم النفسي للطلاب في ظل هذه الظروف القاسية، مؤكدة على أهمية تقنيات إدارة القلق والتوتر، والدور الأساسي الذي تلعبه المؤسسات التعليمية في تقديم الدعم النفسي للطلاب لمساعدتهم على تجاوز هذه الأزمة.
في النهاية، يبقى مستقبل العام الدراسي معلقاً وسط مشهد أمني متوتر وأزمات إنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم، بينما تظل الأنظار متجهة إلى الجلسات الحكومية القادمة وما ستسفر عنه من قرارات قد تحدد مسار التعليم في لبنان خلال الفترة المقبلة.
المصدر : وكالات + Transparency News