خاص- رغم التمايز مع "الحزب" .. بري "يعض على الجرح"
26-09-2024 03:14 PM GMT+03:00
فقد كان بري يسعى جاهداً لتجنيب البلاد التوترات المتزايدة، محاولاً التوصل إلى حلول وسطية تحفظ الاستقرار، لكن مواقف حزب الله المتعنتة وإصراره على رفض كل المبادرات، سواء من جانب بري نفسه أو تلك التي قدمها الأميركيون والفرنسيون، دفعت الأمور نحو طريق مسدود.
ويصف بري الوضع الراهن بأنه "مؤسف للغاية"، مشيراً إلى أن الخيارات التي كانت مطروحة سابقاً لتجنب التصعيد لم تعد متاحة اليوم، وأن السيناريو الأسوأ الذي كان يحاول تجنبه بات واقعاً. وفقاً للمصادر نفسها، فإن بري لم يكن يتمنى أن تصل الأوضاع إلى هذا الدرك من التوتر، ولكنه يعزو ذلك إلى الأجندة الخاصة بحزب الله وإصراره على رفض كل مبادرة، سواء تلك التي جاءت من الداخل اللبناني أو من الأطراف الخارجية.
على الرغم من استياء بري ورفضه الزجّ بلبنان في حرب مدمّرة، إلا أن المحاولات لا تزال جارية، ولو بصعوبة أكبر، لإيجاد مخرج يجنّب البلاد المزيد من التصعيد. ما كان ممكناً في الماضي لم يعد كذلك اليوم، ووقف إطلاق النار بات أكثر تعقيداً وصعوبة في ظل الظروف الحالية.
المصادر تشير إلى أن بري بات مقتنعاً بأن الحلول السهلة أصبحت بعيدة المنال، وأن المفاوضات تواجه عراقيل أكبر مع مرور الوقت.
المصادر نفسها تكشف أن بري، رغم تمايزه في الموقف عن حزب الله، يلتزم بالصمت العلني حفاظاً على وحدة الصف الشيعي في هذه المرحلة الحساسة، خاصةً في ظل المواجهة القائمة مع إسرائيل. بري يدرك جيداً حساسية الوضع الداخلي وأهمية عدم شق الصف في هذه اللحظة الدقيقة. ومن هذا المنطلق، يضطر "لعض الجرح" والعمل بصمت خلف الكواليس، محاولاً القيام بالمعالجات الممكنة ضمن الهوامش الضيقة التي تتيحها الظروف الحالية.
ختاماً، تؤكد الأوساط أن بري سيواصل جهوده، رغم إدراكه أن خياراته محدودة، إلا أن هدفه الأساسي يبقى السعي للحفاظ على استقرار لبنان وتجنب المزيد من الانزلاق نحو المجهول.