وسط تصاعد التوتر في المنطقة، يشهد الصراع بين إسرائيل و"حزب الله" فصلاً جديداً مع استعدادات الجيش الإسرائيلي لعملية برية واسعة النطاق، في وقت تتواصل الجهود الدبلوماسية الدولية لاحتواء الأزمة. وبينما تتسارع التطورات العسكرية والسياسية على عدة جبهات، تتباين المواقف حول فرص التوصل إلى تسوية تضع حداً للمواجهات المستعرة. في هذا السياق، تبرز المفاوضات التي تقودها قوى دولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا، في محاولة لتهدئة الأوضاع، وسط غموض يحيط بمآلات الحرب ومكاسبها المحتملة لكل الأطراف.


يجري الجيش الإسرائيلي تحضيرات مكثفة لعملية برية لم يُعلن موعدها بعد، في حين صرّح قائد سلاح الجو الإسرائيلي أن قواته جاهزة لدعم العمليات العسكرية جنوباً ضد "حزب الله". وأوضح أن قدرة الأمين العام للحزب، السيد حسن نصرالله، على الصمود مرتبطة بالدعم المتواصل من إيران.

وفي سياق متصل، كشف وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، أنه أبلغ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين بأن إسرائيل مستمرة في حملتها العسكرية في لبنان ولن تقبل بأي مقترحات تُقدّم إليها في الوقت الحالي. من جانبه، اعتبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أن إسرائيل كانت تنتظر هذه الفرصة منذ سنوات، بينما أكد وزير الدفاع، يؤاف غالانت، على استمرار العمليات الهجومية.

من جهتها، أكدت بربارة ليف، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، أن لا وجود لوقف إطلاق نار في الوقت الراهن، وأن واشنطن مستمرة في التواصل مع المسؤولين الإسرائيليين وقنوات الاتصال مع "حزب الله". وفي بيروت، أشارت مصادر دبلوماسية لـ"اللواء" إلى أن الجهود الدبلوماسية لم تتوقف، وهناك إمكانية لتحقيق اختراق خاصة مع وجود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك، حيث سيعقد لقاءات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. إلا أن تلك المفاوضات تُجرى تحت وقع القصف.

وذكرت المصادر أن الهدف من المقترحات الحالية هو تطبيق القرار 1701 بمساعي الوسيط هوكشتاين، إلى جانب التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة لنزع أي ذريعة من يد "حزب الله". وفي حال نجاح الاتفاق، سيحقق مكاسب للطرفين؛ إذ ستكون إسرائيل قد نفذت عمليات عسكرية مكثفة ضد "الحزب" وأسست لمرحلة جديدة من الردع، بينما يحقق "محور المقاومة" مكاسب ميدانية عبر توسيع نطاق الهجمات ضد إسرائيل.

رغم ذلك، تبقى المخاوف قائمة حول تحركات إسرائيل بعد انتهاء المهلة الزمنية المحددة للعمليات في غزة، وانعكاس ذلك على الجبهة اللبنانية.

على صعيد آخر، من المتوقع وصول الموفد الفرنسي، جان إيف لو دريان، إلى بيروت الاثنين المقبل، بينما يتابع وزير الخارجية الفرنسي الجديد، جان نويل بارو، المساعي الدبلوماسية المتعلقة بالمبادرة التي تقودها فرنسا بالتعاون مع الولايات المتحدة.


المصدر : Transparency News