تتواصل الأحداث المأساوية في لبنان، حيث شهدت البلاد تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق مع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مناطق متعددة، مما أسفر عن مئات الضحايا وآلاف الجرحى. يأتي هذا التصعيد في سياق توترات متزايدة على الحدود، حيث دخل "حزب الله" على خط المواجهة منذ بداية شهر أكتوبر، مما زاد من تعقيد الوضع الإنساني والسياسي في المنطقة. في ظل دعوات دولية متكررة لوقف إطلاق النار، يبقى الأمل في تحقيق سلام مستدام بعيدًا عن المنال، فيما تزداد المخاوف من تأثيرات هذه الأوضاع على المدنيين والنازحين في لبنان.


تواصلت الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان، متجهة نحو تصعيدٍ خطير على الحدود الجنوبية، حيث بدأت هذه الحملة منذ منتصف الليل واستهدفت بشكل مكثف مناطق متعددة، بما في ذلك مدينة النبطية ومحيطها، إلى جانب البلدات المجاورة مثل كفررمان، حومين الفوقا، وزوطر الغربية. 

هذه الضربات تأتي في سياق "التفاوض تحت النار"، حيث تسعى إسرائيل إلى تعزيز موقفها العسكري خلال فترة التصعيد التي شهدها لبنان بعد دخول "حزب الله" في الاشتباكات من الجنوب. منذ أن بدأ الحزب عملياته العسكرية في 8 أكتوبر، حاولت إسرائيل فرض "الأجندة القتالية"، في ظل دعوات عالمية لوقف إطلاق النار.

وقد أشار تقرير للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان إلى أن الغارات الأخيرة تعتبر من بين الأعنف منذ عام 2006، حيث أسفرت عن مئات الضحايا وآلاف الجرحى، وخلّفت المئات من العائلات تحت الأنقاض. وتستمر الضغوطات الدولية لوقف الأعمال القتالية، ولكن يبدو أن إسرائيل ماضية في تصعيد عملياتها، مع تأكيدات من وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت على ضرورة تعميق الأزمة لحساب "حزب الله".

وفي حين تتزايد الأوضاع المأساوية في المناطق المتأثرة، يتزايد عدد النازحين، حيث عبر نحو 31 ألف شخص إلى سوريا خلال يومين. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن التصعيد الراهن يفتح أبواب الجحيم في لبنان، داعيًا إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف النار. 

مع استمرار الضربات الإسرائيلية، لم يسلم المدنيون من الفوضى، حيث سقطت عائلات بأكملها جراء القصف، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة، ويؤكد على الحاجة الملحة لجهود دبلوماسية لتحقيق استقرار مستدام.