في خضم التصعيد العسكري الإسرائيلي العنيف الذي يضرب لبنان منذ أيام، تعيش البلاد أزمة إنسانية متفاقمة، خاصة مع نزوح آلاف اللاجئين السوريين داخلياً، بعد أن أُجبروا على ترك منازلهم مجدداً. وفي ظل التحديات الأمنية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد، تسعى المنظمات الدولية، وعلى رأسها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، لتقديم المساعدة الطارئة لهؤلاء النازحين، الذين يواجهون أوضاعاً مأساوية مع نقص الملاجئ وغياب الدعم الكافي. تأتي هذه التحركات وسط دعوات دولية لخفض التصعيد وفتح المجال أمام الجهود الدبلوماسية لاحتواء الأزمة.


في ظل التصعيد الإسرائيلي العنيف الذي يشهده لبنان منذ الاثنين الماضي، تعمل منظمات دولية على تقديم المساعدة للاجئين السوريين الذين نزحوا داخلياً هذا الأسبوع. ويواجه هؤلاء صعوبات كبيرة في العثور على مأوى، خاصة بعد انتقالهم من جنوب لبنان إلى العاصمة بيروت ومناطق أخرى.

وأشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إلى أن "الأحداث الأخيرة" تعتبر من أعنف الهجمات على البلاد منذ عام 2006، ووصفتها بأنها "تصعيد خطير". وفي هذا السياق، دعت ليزا أبو خالد، المتحدثة الرسمية باسم المفوضية، إلى خفض التصعيد بشكل عاجل استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مشددة على أهمية حماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني.

وأوضحت أبو خالد أن "الأعمال العدائية الجارية، إلى جانب الأزمة الاجتماعية والاقتصادية المستمرة، تفرض تحديات كبيرة على جميع الفئات السكانية والمجتمعات المحلية، التي تحتاج بشكل متساوٍ إلى الأمان والكرامة". وأضافت أن اللاجئين السوريين، الذين اضطروا إلى النزوح مجدداً داخل لبنان نتيجة هذه الأعمال العدائية، يواجهون واقعاً صعباً، حيث يعاني معظمهم من ضعف متزايد نتيجة النزوح المتكرر.

وأشارت المتحدثة إلى أن اللاجئين السوريين الذين نزحوا مؤخراً يواجهون تحديات كبيرة في العثور على مأوى آمن، إذ ترفض العديد من مراكز الإيواء الجماعية المخصصة من قبل الحكومة اللبنانية استقبالهم. ودعت جميع الجهات المعنية إلى احترام مبادئ العمل الإنساني التي تشمل الحياد والمساواة في الوصول إلى المساعدات والمأوى الآمن.

من جهة أخرى، أكدت المفوضية أنها تعمل بتنسيق وثيق مع السلطات اللبنانية والشركاء الإنسانيين لتلبية احتياجات النازحين في مختلف المناطق اللبنانية، بما في ذلك الجنوب، ضاحية بيروت الجنوبية، صيدا، البقاع، والشمال. كما أوضحت أن فرق الإغاثة على الأرض تقدم المساعدات الأساسية والنقدية للنازحين.

وفي إطار الاستجابة للأزمة الصحية، تعمل المفوضية بالتعاون مع وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية على توفير 60 مجموعة من المواد الطبية بقيمة مليون دولار أميركي لإسعاف المصابين. بالإضافة إلى ذلك، تقوم المفوضية بتوسيع شبكة المستشفيات المعتمدة لديها لتشمل 11 مستشفى جديداً في الجنوب والبقاع، ليصبح العدد الإجمالي 42 مستشفى.

وأشارت المفوضية إلى تقديم المساعدات النفسية والاجتماعية للأسر المتضررة، كما تعمل مع الشركاء على تقييم مراكز الإيواء الجماعية لضمان توفير بيئة آمنة وكريمة للنازحين. وأكدت المفوضية استعدادها لدعم وزارة الصحة وتوزيع المخزون الطبي السابق، إضافة إلى الاستمرار في تفعيل خطة الطوارئ في مختلف المناطق المتضررة.

في غضون ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ارتفاع عدد قتلى اللاجئين السوريين جراء الغارات الإسرائيلية في لبنان إلى 107 أشخاص، بينهم 24 سيدة و33 طفلاً. كما أفادت السلطات اللبنانية أن حصيلة الضحايا منذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل بلغت 1540 قتيلاً، بالإضافة إلى نزوح أكثر من 70 ألف شخص.


المصدر : وكالات