داني كرشي


من الصعب جدًا استيعاب ما حصل خلال أسبوع واحد.. اغتيالات متنقلة، دمار شامل، مناطق اختفت، براكين دم، عائلات مشرّدة، وأخرى مفقودة. عدد الشهداء والجرحى لا يُحصى. وفي نهاية المطاف.. اغتيال أمين عام حزب الله، حسن نصر الله.


كل هذا حدث خلال سبعة أيام فقط.. وحتى اللحظة، لم يستوعب أحد هذا الكابوس الذي حلّ على لبنان وشعبه. فكيف يمكن لبيئة ملتحمة إلى حدّ كبير استيعاب مقتل زعيمها السياسي وقائد المقاومة الإسلامية في الشرق الأوسط، كما يصفه البعض؟


اليوم، تثار أسئلة عدة بين اللبنانيين، سواء الموالين أو المعارضين لبيئة الممانعة: ماذا بعد اغتيال نصر الله؟ هل ستكتفي إسرائيل بهذا الحدّ؟ هل باعت إيران حزب الله؟ هل ستغزو إسرائيل لبنان؟


يُعبّر مصدر مطلع على الأحداث (رفض ذكر اسمه نظرًا لحساسية الوضع) عن مخاوفه من تدهور الأوضاع الأمنية إلى ما هو أسوأ خلال الأيام القليلة المقبلة.


ويشير المصدر إلى أن "ما حدث في لبنان خلال الأيام السبعة الماضية ما هو إلا جزء صغير من المشروع الدولي المتفق عليه مع إسرائيل، لتغيير المعالم الجغرافية والسياسية لدول الشرق الأوسط".


كما يؤكد أن "عملية اغتيال أمين عام حزب الله كانت إحدى الأهداف الرئيسية التي وضعتها إسرائيل، إلا أن تنفيذها لم يكن ممكنًا دون القضاء على معاونيه من الصفين الأول والثاني، إضافة إلى كوادره المنتشرة في مختلف الأقاليم".

ويضيف: "لا يظن أحد أن إسرائيل انتهت من عملياتها الاغتيالية لكوادر حزب الله. نفس الأمر سينطبق على ما تُسمّيهم بالأعداء، مثل المخيمات الفلسطينية والجماعة الإسلامية. عملية الكولا في بيروت خير دليل على ذلك. وليس هذا فحسب، بل ستمتد غاراتها قريبًا لتشمل كوادر حزب الله ومعاونيه في سوريا، العراق، واليمن. فما حصل في اليمن ليس نهاية للأحداث المتوقعة".


الغزو البريّ!
وفي معرض رده على سؤال حول إمكانية حدوث اجتياح بريّ للبنان، يقول المصدر إن "الأمور على الصعيد اللبناني مختلفة عن الوضع القائم في غزة"، مشددًا على أن "كل خطوة تُسجّل لصالح إسرائيل متفق عليها مسبقًا مع الولايات المتحدة وحلفائها".


ويتابع: "ما يتم تداوله في الكواليس المغلقة مُرعب للغاية، حيث يُحكى عن احتمالية حصول إنزال بريّ في البقاع خلال أيام، أو ساعات، أو ربما أسابيع، والامتداد نزولًا نحو الجنوب اللبناني. هذا يفسر سبب ضرب إسرائيل للمعابر اللبنانية - السورية كافة، والقمم والجرود للتأكد من خلوّها من أي وجود عسكريّ لحزب الله".


ويضيف: "إذا صحت هذه المعلومات، فإن الغزو سيكون على شكل عملية ربط للبقاع والجنوب لتسهيل عملية الاجتياح وتنفيذ ما يُسمى بعملية قوة الردع".


ويشدد على أن "كل التطورات الدراماتيكية التي شهدها لبنان تمت بموافقة أمريكية كاملة. لا شيء يحدث دون علمهم، حيث تعتقد الولايات المتحدة أنه لا يمكن فرض قرار 1701 وتوابعه، وتحديدًا قرار 1559 القائم على خلوّ لبنان من المظاهر المسلحة، إلا بهذه الطريقة".

حرب إقليمية؟!


ورداً على سؤال حول احتمال نشوب حرب إقليمية، يرى المصدر أن "الأمور لن تتطور إلى هذا الحدّ، على الرغم من العمليات المستمرة بين اليمن وإسرائيل، واستهداف العراق للأخيرة".


ويشير إلى أن "عدم الردّ الإيراني حتى اللحظة يعود إلى خشيتها على مصالحها الداخلية، لأن أي ضربة إيرانية ستقابلها ضربة على مفاعلاتها النووية. وبالتالي، وضعت طهران حزب الله وحماس ككبش فداء للإسرائيليين، في محاولة لحلّ ملفاتها العالقة مع أمريكا عبرهم".


ويختم المصدر حديثه متمنيًا حصول أعجوبة إلهية تنقذ لبنان واللبنانيين من الوضع القائم في المنطقة. ويشدد على أهمية إقناع حزب الله الآن قبل الغد بوقف إطلاق النار، وتطبيق قرار 1701، وتسليم سلاحه للجيش اللبناني ليتولى زمام الأمور في كافة الأراضي اللبنانية، وليس في الجنوب فقط، والذهاب أخيرًا إلى انتخاب رئيس للجمهورية لإنقاذ ما تبقى من البلاد".


المصدر : Transparency News