في ظل التصعيد العسكري المستمر، يعيش لبنان واحدة من أسوأ أزماته الإنسانية، حيث اضطر آلاف النازحين من الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت إلى الفرار من الغارات الإسرائيلية العنيفة، في وقت تعاني فيه مراكز الإيواء المخصصة لاستقبالهم من اكتظاظ وعجز عن تلبية احتياجاتهم. مع تزايد أعداد النازحين، وجد العديد منهم أنفسهم يفترشون الطرقات والحدائق العامة دون أي مأوى يحميهم من الأمطار، في مشهد يفاقم معاناة اللبنانيين الذين يعيشون أصلاً تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة منذ عام 2019.


في ظل عجز العديد من مراكز الإيواء التي خصصتها السلطات اللبنانية لاستقبال آلاف النازحين من الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية لبيروت، هرباً من الغارات الإسرائيلية العنيفة، اضطر الكثير منهم إلى افتراش الطرقات والساحات العامة والحدائق. وأفاد مراسل قناة العربية/الحدث اليوم الثلاثاء أن الأمطار هطلت على النازحين الذين كانوا ينامون في العراء دون أي خيم أو مأوى يحميهم وأطفالهم، بعدما تركوا منازلهم دون أن يتمكنوا من حمل أمتعتهم.

كما اشتكى بعض النازحين الذين لجأوا إلى المدارس ومراكز الإيواء من سوء التنظيم وتخبط السلطات اللبنانية في إدارة الأزمة، رغم أن المواجهات على الحدود بين حزب الله والجيش الإسرائيلي بدأت منذ نحو عام.

 

تزامن هذا الوضع المأساوي مع تنفيذ ست غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت من ليل الاثنين إلى الثلاثاء، بعد أن دعا الجيش الإسرائيلي سكان ثلاثة أحياء في المنطقة إلى الإخلاء. وجاء ذلك بالتوازي مع توغل القوات الإسرائيلية في عدة نقاط وقرى حدودية جنوبية.

منذ بداية المواجهات في 8 أكتوبر، التي أعلن حزب الله أنها تضامناً مع غزة، نزح حوالي مليون شخص من الجنوب والضاحية، وفق ما أعلنته الحكومة اللبنانية. وأدت الغارات الإسرائيلية المكثفة على المناطق اللبنانية منذ الأسبوع الماضي إلى مقتل أكثر من 700 شخص، ودفع حوالي 100 ألف آخرين إلى الفرار عبر الحدود إلى سوريا، حسبما أفاد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي.

يذكر أن لبنان يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية غير مسبوقة منذ عام 2019، أدت إلى انهيار قيمة العملة المحلية، بينما حرمت البنوك المواطنين من الوصول إلى مدخراتهم وأموالهم.


المصدر : وكالات