تعرضت إسرائيل لهجومين كبيرين الليلة الماضية؛ ففي الأول قُتل 6 أشخاص في عملية إطلاق نار داخل تل أبيب، بالإضافة إلى إصابة 16 آخرين، وُصفت جراح بعضهم بالخطيرة، حسبما أكدت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.


أما الثاني، فقد كان هجومًا صاروخيًا إيرانيًا على إسرائيل، وأسفر عن مقتل مواطن فلسطيني في أريحا وإصابة 7 إسرائيليين في تل أبيب، معظمهم بإصابات طفيفة.

في الهجوم الأول، كانت العملية مقاومة "كلاسيكية"، كبّدت العدو الصهيوني خسائر بشرية كبيرة وبكلفة معقولة. إذ استخدم منفذو الهجوم بندقية M16 يبلغ ثمنها ألف دولار، واستطاعوا قتل 6 أشخاص وإصابة 16 آخرين، وُصفت جراح بعضهم بالخطيرة.

أما في الهجوم الثاني، فقد استخدمت إيران صواريخ باليستية متوسطة المدى في عملية استعراضية. تم استخدام صواريخ مشابهة لـ "شهاب-3" الذي يبلغ مداه حوالي 2000 كيلومتر (بينما تبلغ المسافة بين وسط إيران وإسرائيل 1800 كلم)، وتُقدّر تكلفة كل صاروخ بين 15 إلى 20 مليون دولار.

وفي عملية حسابية بسيطة، تكلفت إيران 400 ضربة × 15 = 6000 مليون دولار، أي 6 مليارات دولار، لقتل مواطن فلسطيني واحد في أريحا وإصابة 7 إسرائيليين في تل أبيب، معظمهم بإصابات طفيفة.

الفرق الكبير بين التكلفة والنتيجة واضح، مما يطرح السؤال: لماذا قامت إيران وحليفها حزب الله بتدمير المقاومة الحقيقية في لبنان واستبدالها بمقاومة استعراضية على طريقة الأفلام الأمريكية الطويلة؟

لقد عملت إيران وحزب الله على اغتيال نخبة القادة والمفكرين من الأحزاب اليسارية المقاومة للاحتلال الإسرائيلي في ذلك الوقت (من حسين مروة إلى جورج حاوي، مرورًا بمهدي عامل وسهيل طويلة وميشال واكد وغيرهم العشرات)، واستبدلوهم بمقاومة استعراضية تعتمد على التصوير والإعلام لتضخيم عملياتها الهزيلة. لقد أرادت إيران استبدال المقاومة الكلاسيكية بمقاومة استعراضية تسيطر على كامل مفاصلها، حتى تتمكن من تحسين شروط مفاوضاتها مع الغرب. فتحولت المقاومة المسلحة الكلاسيكية إلى مقاومة استعراضية تخلف وراءها خسائر بشرية قليلة.