تدخل تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في مختلف جوانب الحياة، ومن بينها الأساليب العسكرية والحروب، حيث تثير عمليات الاغتيال الأخيرة في لبنان تساؤلات حول علاقة هذه التصفيات الجسدية بالتقدم التكنولوجي.


يؤكد الخبير في أمن المعلومات والتحول الرقمي، رولان أبي نجم، وجود علاقة وثيقة بين الاغتيالات والذكاء الاصطناعي، ويقدم ثلاثة أسباب رئيسية لذلك:

  1. تنفيذ الاغتيالات: يبدأ الأمر بتجميع البيانات، حيث يُسهم الذكاء الاصطناعي في هذا عبر الأقمار الصناعية وكاميرات المراقبة وعمليات اختراق الأجهزة، بالإضافة إلى تكوين العملاء.

  2. تحليل البيانات: تُحلل البيانات المجمعة باستخدام الذكاء الاصطناعي، الذي يمتلك القدرة على معالجة المعلومات من ملايين المصادر واستخلاص النتائج بشكل سريع وفعال.

  3. الرصد وتحليل الأهداف: يتيح الذكاء الاصطناعي تتبُّع الأهداف وتحليلها من خلال برامج متخصصة في التجسس.

بالنسبة لحالات استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات اغتيال سابقة، يشير أبي نجم إلى أن "كل عمليات الاغتيال خلال حرب غزة تمت عبر برامج الذكاء الاصطناعي"، مُشيراً إلى برامج مثل "لافندر" التي تسهم في تجميع البيانات وتحديد الأهداف، وكذلك برنامج “Where’s Daddy?” الذي يحدد الأهداف في المنازل. كما تم استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب الروسية الأوكرانية.

فيما يتعلق بـ "حزب الله"، يتساءل أبي نجم عما إذا كان الحزب قد استخف بالتقدم التكنولوجي للعدو. يشير إلى أن الأمين العام للحزب اعترف في خطابه الأخير بتفوق التكنولوجيا الإسرائيلية، مؤكداً أن الشركات الإسرائيلية باتت رائدة في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.

ويلاحظ أبي نجم أن "حزب الله" يواجه صعوبات في الحصول على الأجهزة والمعدات اللازمة، مما يؤثر سلباً على تواصل عناصره.

رغم قدرة "حزب الله" على تنفيذ عمليات تقليدية في الشوارع، يحذر أبي نجم من أن هذه الأساليب لم تعد كافية في عصر الحروب السيبرانية. ويشير إلى أن الحزب بحاجة إلى تطوير استراتيجياته القتالية لتواكب التقدم التكنولوجي السريع.


المصدر : وكالات