يُعد التدخين أحد أكبر التحديات الصحية العالمية، حيث يتسبب في وفاة الملايين سنوياً نتيجة لأمراض القلب والسرطان والجهاز التنفسي. وفي مواجهة هذا الخطر المتزايد، تبذل الحكومات والمنظمات الصحية حول العالم جهوداً مكثفة للحد من انتشار التدخين عبر تبني استراتيجيات متكاملة تشمل فرض الضرائب، وحملات التوعية، وتشريعات حظر التدخين في الأماكن العامة. دراسة حديثة أجرتها جامعة هيتوتسوباشي اليابانية سلّطت الضوء على فعالية هذه التدابير، مقدمة أدلة قوية لدعم صناع القرار في مكافحة هذا الوباء القاتل.


يظل التدخين واحداً من أبرز أسباب الوفاة المبكرة حول العالم، حيث يسهم التعرض المباشر أو غير المباشر للتبغ في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، السرطان، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، التي تمثل حوالي 75% من إجمالي الوفيات السنوية على مستوى العالم.

وفي سياق الجهود العالمية للحد من انتشار التدخين، تم اعتماد عدة استراتيجيات صحية تشمل فرض الضرائب على منتجات التبغ، تنظيم حملات إعلامية توعوية، وضع تحذيرات صحية صارمة على عبوات السجائر، فرض قيود على التسويق، والتشريعات التي تحظر التدخين في الأماكن العامة. كما تتضمن هذه السياسات تقييد وصول الشباب إلى السجائر، وتوفير بدائل النيكوتين مجاناً أو بتكاليف مخفضة.

وفي دراسة حديثة أجراها فريق بحثي من جامعة هيتوتسوباشي اليابانية، ونُشرت في مجلة *Nature Human Behaviour*، تم تقييم فعالية هذه الاستراتيجيات. وخلصت النتائج إلى أن زيادة الضرائب على التبغ، وحظر التدخين في الأماكن العامة، والحملات الإعلامية المناهضة للتدخين، كانت من أكثر التدابير نجاحاً في تقليل معدلات التدخين.

وأشارت الدراسة إلى أن وضع التحذيرات الصحية على عبوات السجائر، توفير بدائل النيكوتين بأسعار مخفضة، وحظر النكهات، قد ساهم أيضاً في رفع معدلات الإقلاع عن التدخين وتقليص استخدام السجائر الإلكترونية.

وقالت الدكتورة شاميما أكتر، الباحثة الرئيسية في الدراسة: "تشير نتائجنا إلى أن التدخلات الصحية واسعة النطاق، مثل الحملات المناهضة للتدخين والتشريعات التي تحظر التدخين، إلى جانب زيادة الضرائب، هي الأنجع في تقليل معدلات التدخين".

وأضاف الأستاذ ريوتا ناكامورا، المشارك في الدراسة: "تقدم هذه النتائج أدلة قوية لصناع القرار لتحديد الأولويات في تصميم استراتيجيات فعالة لمكافحة التبغ".


المصدر : روسيا اليوم