مع إغلاق معبر المصنع الحدودي، شريان التصدير الرئيسي، يجد المزارعون أنفسهم أمام أزمة غير مسبوقة تهدد اقتصاد المنطقة. هذه التطورات الخطيرة لا تتعلق فقط بإغلاق المعابر، بل تتعدى ذلك لتشمل المخاطر الأمنية، زيادة تكاليف النقل، وتأخير وصول الشحنات إلى وجهاتها في سوريا، العراق، والأردن.


مع طلوع كل فجر، يهنّئ أهالي البقاع بعضهم على السلامة، في ظل تصاعد كثافة الغارات الإسرائيلية التي تهدد حياتهم، ومزروعاتهم التي تعتبر عصب اقتصاد هذه المنطقة. البقاع، المعروف بسهوله وبساتينه، يشهد تصعيداً أمنياً خطيراً يهدد حركة تصدير المنتجات الزراعية إلى سوريا، ومنها كطريق ترانزيت إلى العراق والأردن.

رئيس تجمّع المزارعين في البقاع، إبراهيم ترشيشي، يوضح لـ"المركزية" أن إقفال معبر المصنع عند الحدود اللبنانية – السورية زاد من تعقيدات التصدير، موضحاً أن "المعبر يشكّل شرياناً رئيسياً لحركة التصدير، إذ يتم شحن 90% من المنتجات الزراعية عبر هذا الطريق". وأضاف أن معبر المصنع هو الوحيد في لبنان الذي يتمتع بالمواصفات التصديرية المتكاملة من ناحية الجمارك، الأمن العام، ومراكز الحجر الصحي التابعة لوزارة الزراعة، بالإضافة إلى أجهزة الـ"سكانر" لمراقبة البضائع.

وأشار ترشيشي إلى أن استهداف المعبر من قبل إسرائيل يعود إلى كونه المنفذ الشرعي الأكثر أهمية في لبنان، لافتاً إلى أن تحويل حركة الشاحنات إلى معبر العبودية بين الحدود الشمالية للبنان وسوريا، أطال مسافة التصدير بشكل كبير، حيث أصبحت الشاحنات تسير مئات الكيلومترات للوصول إلى وجهتها في حين كان الطريق عبر المصنع لا يتجاوز 60 كلم.

وأشار إلى أن هذا التحويل تسبب بزيادة زمن الرحلة، إذ كانت الشاحنات تصل إلى المصنع خلال ساعة، أما الآن فالأمر يستغرق 48 ساعة على الأقل. كما أن المخاطر الأمنية على الطريق باتت تشكل هاجساً كبيراً مع غياب الضمانات لحماية الشاحنات وسائقيها من الغارات الإسرائيلية.

وأكد ترشيشي أن التحديات التي تواجه حركة التصدير تتلخص في أربعة جوانب: زيادة المسافة، الوقت، ارتفاع كلفة النقل، وغياب الضمانات الأمنية. وأوضح أن التصدير عبر معبر المصنع كان يقدر بنحو 300 طن يومياً في اتجاه سوريا والعراق والأردن، في حين تُستخدم حالياً الطرق البحرية لتصدير الكميات المتبقية.

في ظل هذه الظروف، يستعيد ترشيشي الأيام التي كانت الحدود السعودية مفتوحة أمام المنتجات اللبنانية، عندما كانت أكثر من 100 شاحنة يومياً تعبر معبر المصنع محمّلة بنحو 2500 طن من المنتجات. ويختتم متسائلاً بحسرة: "إلى متى ستستمر هذه الحرب وهذه المأساة؟".


المصدر : Transparency News