يعيش سكان بلدة رميش الحدودية في جنوب لبنان تحت وطأة القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل، لكنهم يصرون على عدم ترك منازلهم والاستسلام لحرب "فُرضت عليهم"، كما يقولون.


منذ بدء التصعيد في 23 سبتمبر/أيلول، تحولت المواجهات إلى حرب مفتوحة، وزادت معاناة سكان رميش المسيحية، التي تبعد نحو كيلومترين عن الحدود الإسرائيلية. ويعبر البعض عن مشاعرهم بقولهم: "نحن مسالمون ولا نحب الحرب، نريد البقاء في بيوتنا".

 تضررت المنازل، ازداد الدمار في القرية، وأغلقت الطرقات، جراء الانفجارات المتكررة، حيث بات الوصول إلى بيروت صعبًا، مما يزيد من معاناة السكان الذين يقدر عددهم بنحو ستة آلاف شخص، مع وجود مئات النازحين من القرى المجاورة.

وأشار رئيس البلدية ميلاد العلم إلى توقف الحياة الاقتصادية منذ أكتوبر 2023، حيث توقفت الأعمال الزراعية والمهن الحرة، وعبّر عن الحاجة الماسة للمساعدات، والتي يتم تأمينها بصعوبة.

في وقت تظل فيه القرى ذات الغالبية المسيحية محصنة إلى حد ما، تعاني القرى الشيعية المحيطة من دمار هائل.

وفي قرية القليعة المجاورة، لا يزال ثلثا السكان موجودين، رغم المخاطر، ويؤكد كاهن الرعية بيار الراعي أن السكان مصممون على البقاء.

كما تسعى المجتمعات المحلية لتخفيف آثار الحرب من خلال الأنشطة الكنسية، خاصةً للأطفال من أجل تخفيف الضغط النفسي.

ولكن على الرغم من محاولاتهم للاستمرار، يبقى الخوف حاضرًا في قلوبهم، عند سماع أصوات القصف، ولكنهم يؤكدون أن الحرب فرضت عليهم، فهم مصرّون على البقاء، "لماذا نرحل"؟


المصدر : وكالات