عندما بدأ حزب الله حرب إسناد غزة في 8 تشرين الأول عام 2023، تدخلت الولايات المتحدة الأميركية في محاولة لمنع التصعيد بينه وبين إسرائيل. في ذلك الوقت، كان "الحزب" لا يزال أقوى بكثير مما هو عليه اليوم، وكانت ترسانته وقيادته على ما يرام. كما كانت الولايات المتحدة الأميركية تحمل حينها عروضًا دبلوماسية مهمة وواقعية لحزب الله، مرتبطة بالقرار الدولي 1701، الذي وافق عليه الحزب في عام 2006 وقبل بكل بنوده. ولو استجاب "الحزب" للعروض الأميركية العام الماضي، لكان قد جنب نفسه ما مر به في الشهر الماضي مع تصاعد العمليات العسكرية التي شنتها إسرائيل ولا تزال مستمرة حتى الآن.


قبل يومين، شهدت معراب مؤتمرًا بعنوان "دفاعًا عن لبنان"، دعا إليه حزب القوات اللبنانية كل أطياف المعارضة. تمثلت المعارضة بأحزابها وكتلها النيابية وبعض نخبها السياسية، مع العلم أن بعض الشخصيات السياسية والنيابية لم تحضر بسبب السقف السياسي الذي تبناه المؤتمر علنًا، رغم أن هذه الشخصيات تدعم مضمونه سرًا وما صدر عنه. الأهم في "مؤتمر معراب 2" كان الموقف السياسي الصادر عن اللقاء، والذي وصفته مصادر دبلوماسية لبنانية بـ"البيان الوطني المسؤول" لما تضمنه من رحابة صدر على المستوى الوطني، مما يشكل خارطة طريق واقعية تؤدي إلى وقف لإطلاق النار.

وتابع المصدر: "جميع اللبنانيين بحاجة إلى وقف إطلاق النار، فهو مطلب الجميع. والأهم من ذلك، أن البيان الختامي للمؤتمر ركز على ضرورة انتخاب رئيس للبلاد يتبنى تنفيذ القرارات الدولية، بما في ذلك 1701، 1559، و1680. وإذا تبنت القوى اللبنانية، بما في ذلك حزب الله، هذه القرارات، فسيكون ذلك مخرجًا واقعيًا له، خصوصًا بعد حالة الضعف التي وصل إليها الحزب وبيئته التي نزحت من قراها وبلداتها".

ويرى المصدر نفسه أن "حزب الله أمام فرصة مهمة؛ فإما أن يستفيد من المظلة الدولية المتاحة ويتبنى بنود القرارات الدولية المطروحة، أو قد يجد نفسه في أوضاع مستقبلية أكثر صعوبة مما هو عليه اليوم. على حزب الله أن يلتقط هذه الفرصة، وعليه أن يقول ما قيل في معراب السبت الماضي، فهذه فرصة مهمة أمامه وعليه اغتنامها".


المصدر : Transparency News