لم تتوانَ المعارضة أمام الأحداث الأخيرة دون عقد لقاءٍ جامعٍ في معراب، تحت عنوان "دفاعاً عن لبنان". فالجدير بالذكر، كيف كان الرأي العام والمعنيين بالملف اللبناني مهتمّين بما سيصدر عن هذا اللقاء. وبالفعل صدر بيانٌ يحمل عدّة رسائل سياسية تفتح الآفاق نحو مرحلة جديدة للدولة اللبنانية، إذ من الحكمة أن تورد هكذا رسائل لأن الظروف القائمة تفترض صياغة تغييرات جذرية لتعيد الاستقرار والأمن.


تنادي المعارضة في بيانها المجتمعَيْنِ العربي والدولي، وتشير إلى وجود فريقين في اللعبة السياسية. أوّلهما هو فريق مهيمن على أطراف السلطة وجرى في عهده انهيار الدولة على عدّة أصعدة، ليحلّ القرار الأخير، أي الإنخراط في الحرب الإقليمية، كتراكم إضافي على شبه دولةٍ لم تعد تتحمّل المصاعب.

وانطلاقاً من هنا، يأتي بيان المعارضة ليشير إلى ضعف هذه المنظومة الحاكمة في إنقاذ البلاد وتحديد مسار الخلاص لشعبه، وبكلمات أخرى تعني أنه من الضروري تنحية هذا الفريق إلى خارج مراكز القرار، تحقيقاً لوصول الفريق الثاني، فريق ملائم يأتي بحلول لهذه الظروف الصعبة، من تطبيق القرارات الدولية والإمساك بقرار السلم والحرب وتحييد لبنان عن الصراعات المندلعة.

وعليه، تُظهر المعارضة نفسها على أنها القادرة اليوم أكثر من غيرها في لعب هذا الدور المسؤول، وتُعلم المجتمعَيْنِ العربي والدولي أن هذا المسار المغاير يأتي في إطاره انتخاب رئيس للجمهورية، إنما لا يكفِ وحده، بل يجب إرفاقه بتغييرات جذرية على مستوى مناصب السلطة بأجمعها، تتقاطع مع الأسس السيادية للدولة، حتى يكون "لبنان هو المنتصر".


المصدر : Transparency News