يوسف مرتضى - كاتب سياسي


بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة ١٧ت، لا بد من التذكير أن من أهم أهداف الثورة، بناء دولة القانون والمؤسسات التعددية الديمقراطية، الدولة السيدة التي جيشها الشرعي وحده يحتكر حمل السلاح مع الأجهزة الأمنية الشرعية، الدولة الملتزمة قرارات الشرعيتين العربية والدولية خارج إطار المحاور الإقليمية والدولية، دولة يُحترم فيها نظام فصل السلطات،وفي مقدمتها إستقلالية القضاء، وتفعيل مؤسسات الرقابة والمحاسبة، ومساءلة جميع أفرقاء المنظومة وزبانيتهم عن جرائمهم الأمنية والمالية، وتفعيل قانون من أين لكم هذا. وإجراء إصلاح إداري ومالي يقود إلى ضمانة إعادة الودائع لأصحابها، وإقامة نظام العدالة الاجتماعية في دولة الحق والقانون.

لقد تصدت المنظومة بأفرقائها مجتمعين ومتفرقين للثورة، واخترقت صفوفها بهدف إجهاضها. ونذكّر هنا بالموقف المتميّز لحزب الله الذي هدد الثورة باسم المنظومة بأنه سيتصدى للداعين لإسقاط الحكومة ورئيس الجمهورية ورسم حولهما الخطوط الحمر، ومن خلفية ذلك هجم جمهور الفريق الممانع على خيم الثوار في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وعلى ساحات الثورة في صور والنبطية وبعلبك وجل الديب..

واليوم في الذكرى الخامسة لثورة ١٧ ت ، نرى ذات المنظومة بقيادة حزب الله تتسبب وبدون رادع أو وازع من مصلحة وطنية بفتح جبهة مساندة غزة التي تحولت إلى عدوان صهيوني على لبنان يدّمر البشر والحجر ويمهد لعودة احتلاله لأرضنا بعدما حررناها منذ أربعة وعشرين عاماً بدون قيد أو شرط. وأصبحنا بحاجة اليوم ليس فقط لمساندة واسناد في مواجهة هذا العدوان ، بل بحاجة لعملية انقاذ جريئة، تبدأ بمراجعة نقدية من قيادة حزب الله لخياره بفتح جبهة الإسناد والعودة إلى كنف الدولة، والتسليم بأن قرار الحرب والسلم هو مسؤلية الدولة وحدها ومؤسساتها الدستورية فقط. وأن يباشر الرئيس نبيه بري بالتفاهم والتعاون مع حزب الله بالدعوة لعقد جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية وفق قواعد الدستور كمدخل لإعادة انتظام عمل مؤسسات الدولة، وتبادر فوراً الحكومة المتولدة بأعقاب ذلك بالمباشرة عبر مجلس الأمن الدولي بتطبيق القرار ١٧٠١ بكل مندرجاته، ما يجعلنا نستعيد عافيتنا الأمنية وسيادة دولتنا على حدودها وداخل أراضيها عبر الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الشرعية.

بالعمل النشط من أجل هذه الأهداف بأسرع وقت ممكن وبكل ما يتوفر من قدرات وإمكانات لدى مختلف المجموعات الثورية والضنينة بمصلحة الشعب والدولة، بذلك نكون أوفياء لثورة ١٧ ت وعاملين على إحيائها واستنهاضها لتحقيق أهدافها.

  (هذه الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News")


المصدر : Transparency News