تشهد المنطقة تطورات عسكرية متسارعة تنذر بفتح جبهات جديدة في المواجهة. فقد أعلنت إسرائيل مؤخراً عن نشر "اعترافات" لأحد مقاتلي حزب الله الذي أُسر في بليدا، مما يشير إلى مرحلة جديدة من الصراع. يأتي هذا فيما تتصاعد العمليات العسكرية من البقاع، حيث أُطلقت صواريخ باليستية باتجاه تل أبيب، وسط استمرار محاولات إسرائيل لقطع طرق الإمداد بين سوريا ولبنان. هذه التحركات تعكس رغبة إسرائيل في إحكام السيطرة على المواقع الاستراتيجية وتعزيز حصارها على حزب الله، ما ينذر بمزيد من التصعيد في المنطقة.


معركة البقاع وسيناريو مصياف

في الأيام الأخيرة، شهدت التطورات إطلاق صواريخ باليستية من البقاع نحو تل أبيب، وهو تصعيد يأتي بعد إعلان الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، عن إطلاق مسيّرات من البقاع باتجاه مواقع إسرائيلية. هذا التصعيد قد يؤدي إلى فتح جبهات جديدة على مساحات جغرافية واسعة، خاصة أن العديد من المواقع والأنفاق في البقاع يصعب على الطيران الإسرائيلي الوصول إليها أو تدميرها. ومن هنا، قد تشهد الساحة عمليات مشابهة لتلك التي نفذت في مصياف، والتي استهدفت تدمير منشآت وصواريخ. وفي سبتمبر الماضي، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية إنزال جوي في منطقة مصياف السورية، دمر خلالها مصنعاً للأسلحة، وفقاً لتقارير أميركية.

سوريا وطرق الإمداد

تواصل إسرائيل جهودها لقطع طرق الإمداد لحزب الله من سوريا إلى لبنان، سواء عبر القصف أو من خلال محاولة فصل الجغرافيا اللبنانية عن السورية والسيطرة على نقاط استراتيجية مرتفعة. تهدف هذه التحركات إلى السيطرة النارية على الطرق الأساسية، كما يسعى الجيش الإسرائيلي إلى فرض وقائع عسكرية مماثلة لما يقوم به في الجنوب اللبناني من خلال التوغل البري. جنود الاحتلال يعملون على السيطرة على تلال مرتفعة مثل تلة العويضة وبلدة محيبيب، بهدف كشف الطرق والوديان التي تعد ممرات استراتيجية لحزب الله، خاصة في وادي الحجير.

ويبدو أن إسرائيل تسعى لتكرار هذا السيناريو على الحدود اللبنانية السورية، بما في ذلك تعزيز الحصار المفروض. تأتي التحركات الإسرائيلية في مناطق مثل القنيطرة والجنوب السوري ضمن هذا الإطار، وتشمل عمليات إزالة الألغام وتجريف الأراضي والتوغل البري، وقد تمتد هذه التحركات باتجاه بيت جن المقابلة لبلدة شبعا، ما يعزز السيطرة الإسرائيلية في القطاع الشرقي. كما قد يتوغل الجيش الإسرائيلي داخل العمق السوري باتجاه البقاع الغربي، سعياً لإحكام الحصار على حزب الله.

وأعلنت إسرائيل مؤخراً أن قواتها البحرية شاركت للمرة الأولى في قصف جنوب لبنان، في خطوة تهدف إلى فرض مزيد من السيطرة على الطرق والممرات البحرية الآمنة لحزب الله.


المصدر : اللواء