حذرت منظمة الصحة العالمية من خطر تفشي الكوليرا في البلاد بعد تأكيد إصابة أول حالة بالعدوى. مع تصاعد النزاع بين إسرائيل و"حزب الله" وازدياد أعداد النازحين، أصبحت المخاطر الصحية تهدد حياة المئات من اللبنانيين، خاصةً في ظل تدهور أوضاع المياه والنظافة. هذه التحذيرات تأتي في وقت تعاني فيه البلاد من تبعات تفشي الكوليرا سابقًا، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة للحيلولة دون انتشار المرض وسط الفوضى الحالية.


حذّرت  منظمة الصحة العالمية من أن خطر تفشي الكوليرا في لبنان أصبح "مرتفعاً جداً"، عقب تسجيل أول حالة إصابة بالعدوى البكتيرية الحادة، وذلك في ظل الحرب المستمرة بين إسرائيل و"حزب الله". وأشارت المنظمة إلى أن خطر انتشار المرض يهدد مئات الآلاف من النازحين الذين فرّوا منذ تصعيد إسرائيل حملتها العسكرية ضد "حزب الله"، والذي تضمن عمليات برية تهدف إلى دفع عناصر الحزب بعيداً عن الحدود.

وفي مؤتمر صحفي عبر الفيديو، صرح **عبد الناصر أبو بكر**، ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان، قائلاً: "إذا وصلت فاشية الكوليرا إلى النازحين الجدد، فإن انتشارها سيكون سريعاً".

من جانبها، أفادت **وزارة الصحة اللبنانية** بتأكيد حالة محتملة للكوليرا لدى مواطنة لبنانية تم نقلها إلى المستشفى وهي تعاني من إسهال حاد وجفاف، حيث تتعلق المريضة بسكان بلدة السمونية في شمال لبنان.

يُذكر أن لبنان شهد أول تفشٍ للكوليرا خلال ثلاثين عاماً بين عامي 2022 و2023، خصوصاً في شمال البلاد. والكوليرا هي عدوى حادة تسبب الإسهال، تنجم عن تناول أطعمة أو شرب مياه ملوثة ببكتيريا **ضمات الكوليرا**، وفقاً للمنظمة.

وأضاف أبو بكر أن المنظمة حذرت منذ أشهر من احتمال عودة المرض للظهور، نظراً لتدهور حالة المياه والنظافة بين النازحين والمجتمعات المضيفة. 

وشهد عدد النازحين ارتفاعاً قبل التصعيد الأخير، حيث كان "حزب الله" يتبادل إطلاق النار مع إسرائيل دعماً لغزة منذ بداية الحرب بين الدولة العبرية وحركة "حماس" في السابع من تشرين الأول 2023. 

ورغم أن بعض النازحين في شمال لبنان قد تم تطعيمهم أخيراً، إلا أن أبو بكر حذر من أن مجموعات النازحين التي انتقلت من جنوب لبنان ومنطقة بيروت لم تكتسب مناعة ضد الكوليرا على مدى ثلاثة عقود. وأكد أن "خطر التفشي مرتفع جداً" إذا أصاب المرض هذه المجتمعات.

وأشار رئيس منظمة الصحة العالمية **تيدروس أدهانوم غيبريسوس** إلى أن المنظمة قد عززت من جهود المراقبة والتعقب، بما في ذلك المراقبة البيئية وأخذ عينات من المياه. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن إطلاق حملة تطعيم ضد الكوليرا في آب الماضي، تستهدف 350 ألف شخص في مناطق مرتفعة الخطورة، لكنها توقفت بسبب تصاعد العنف.


المصدر : الشرق الأوسط