بعد مقتل قائد حركة حماس يحيى السنوار في ضربة إسرائيلية مفاجئة، تتجه الأنظار إلى من سيخلفه في قيادة الحركة وسط ظروف حساسة ومعقدة. كان السنوار من أقوى الشخصيات داخل حماس، ولعب دوراً حاسماً في تشكيل تحالفاتها الإقليمية وتوجيه سياساتها العسكرية. وفاته تركت فراغاً كبيراً داخل الحركة، ما يضع حماس أمام تحدٍ صعب في اختيار قيادة جديدة تواصل مواجهة إسرائيل، خصوصاً في ظل تصاعد الصراع والخسائر المتزايدة في صفوف قادتها.


بعد الإعلان الرسمي عن مقتل رئيس حركة حماس، يحيى السنوار، تتجه الأنظار الآن إلى الشخصية التي ستخلفه في قيادة الحركة. وكما هو المعتاد، من المتوقع ألا تعلن الحركة عن خليفته مباشرة، حيث تستمر مؤسساتها التنفيذية والشورية في العمل بسلاسة حتى في ظل استهداف قادتها.

تشير تقارير إلى أن خالد مشعل، الذي ترأس المكتب السياسي لحماس لأكثر من عقدين منذ عام 1996 وحتى 2017، يُعد الأوفر حظاً لتولي هذا المنصب مجدداً. يعيش مشعل خارج غزة منذ عام 1976 ويقيم حالياً في قطر. وكان قد تولى قيادة الحركة بعد اغتيال مؤسسها الشيخ أحمد ياسين، ومن ثم عبد العزيز الرنتيسي.

مشعل نجا من محاولة اغتيال نفذها الموساد في الأردن عام 1997، حيث تعرض لحقن بمادة سامة، لكن التدخل الدولي بقيادة العاهل الأردني الملك حسين والرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون، أجبر إسرائيل على تقديم الترياق الذي أنقذه.

إلى جانب مشعل، يُعد موسى أبو مرزوق أحد أبرز المرشحين لخلافة السنوار. يُعرف أبو مرزوق بأنه أول من تولى منصب رئيس المكتب السياسي علناً في الفترة من 1992 إلى 1996. يتميز أبو مرزوق بنهجه البراغماتي ويدعو إلى "وقف إطلاق نار طويل الأمد" مع إسرائيل، رغم استمرار الجدل داخل الحركة حول هذا الموقف.

أيضاً، يبرز اسم خليل الحية كمرشح محتمل، وهو الذي يُعتبر "وزير خارجية" الحركة، نظراً لدوره في العلاقات الوطنية والدولية. الحية، الذي نجا من عدة محاولات اغتيال، يُعد من المقربين ليحيى السنوار وقاد وفود حماس في مفاوضات مع إسرائيل. 

رغم السرية التي تحيط بهيكلية الحركة الداخلية، يُصوت مجلس الشورى لاختيار أعضاء المكتب السياسي كل أربع سنوات في انتخابات سرية نظراً للتهديدات الأمنية المستمرة.


المصدر : وكالات