وسيم جانبين


أُقيمت جنازة اللواء عباس نيلفروشان، أحد قادة الحرس الثوري الإيراني، في طهران بحضور شخصيات بارزة من النظام الإيراني، حيث تحولت مراسم التشييع إلى منصة لإظهار دور إيران في توجيه "محور المقاومة" في المنطقة، لا سيما في لبنان وسوريا. شارك في التشييع كبار المسؤولين، مثل اللواء سلامي والجنرال قآني، وأبرز المتحدثون دور نيلفروشان في دعم المقاومة، خاصة علاقته الوثيقة بحسن نصر الله، زعيم حزب الله.

كان لنيلفروشان دور رئيسي في توطيد العلاقة بين حزب الله والحرس الثوري، حيث أكد مسؤولو النظام، بمن فيهم ممثل خامنئي في الحرس الثوري، أن اللواء كان يعمل بتنسيق وثيق مع نصر الله بناءً على طلب الأخير وموافقة خامنئي. ولم يتردد نيلفروشان في العودة إلى ساحات القتال في اللحظات الحرجة. تم تكريمه كرمز للصمود والتضحية في مواجهة التحديات الإقليمية، وسلط الحضور الضوء على نفوذه الواسع في قيادة قوى المقاومة.

أشار اللواء فدوي، نائب قائد الحرس الثوري، خلال التشييع إلى تشكيل "جبهة المقاومة الكبرى" التي تضم إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين، مؤكداً الدور المحوري للحرس الثوري في بناء هذا التحالف العسكري الذي يواجه الأعداء الإقليميين. وأوضح فدوي أن هذه الجبهة الموحدة تعكس التنسيق المتزايد بين قوى المقاومة بفضل الدعم الإيراني.

كما وصف الحاج صادقي نيلفروشان بأنه "زعيم المقاومة"، وسلط الضوء على دوره في قيادة قوات حزب الله في لبنان، مشيراً إلى أنه كان يلعب دوراً رئيسياً في التنسيق بين حزب الله والحرس الثوري في جميع جبهات القتال. كذلك، أكد نجل نيلفروشان على العلاقة الشخصية الوثيقة التي ربطت والده بنصر الله، ووصفه بأنه كان "سنداً وصديقاً" لزعيم حزب الله، ما يعكس عمق التداخل بين الجانبين.

استحضرت كلمات إسماعيل كوثري الدور الإيراني في تصدير التجارب العسكرية للحرب العراقية الإيرانية، وتحديداً ما يُعرف بـ"الدفاع المقدس"، إلى جماعات مثل حزب الله وحركات المقاومة في فلسطين واليمن. هذا التوجيه العسكري والتدريبي جعل من إيران لاعباً رئيسياً في المعادلات الإقليمية.

لم تكن جنازة نيلفروشان مجرد مراسم لتكريم قائد عسكري، بل كانت حدثاً سياسياً بامتياز، حيث أكدت على العلاقات المتينة بين الحرس الثوري وحزب الله. وعبّر الحاضرون عن التزامهم باستمرار دعم المقاومة في مختلف ساحات المنطقة. وقد أكد فدوي أن هذا التحالف بين إيران وحلفائها في المنطقة من إيران إلى اليمن ولبنان يشكل جبهة واحدة تواجه ضغوطاً متزايدة من الأعداء.

في الختام، كانت جنازة نيلفروشان رمزاً واضحاً للتضامن بين قوى المقاومة، وأعطت رسالة قوية حول الاستمرارية الاستراتيجية لدعم إيران لهذه القوى، وخاصة لحزب الله. في ظل الظروف الحالية في الشرق الأوسط، يُتوقع أن يؤدي هذا التعاون بين الحرس الثوري وحزب الله إلى تأثيرات أعمق على المعادلات العسكرية والسياسية في المنطقة. إذ تصر إيران على استمرار حزب الله في القتال لتأخير نية إسرائيل توجيه ضربات قاسية لطهران، وربما لرأس النظام نفسه. ويعمل النظام في طهران على اللعب ضمن عامل الوقت، وهي اللعبة التي يتقن قواعدها دائماً. هذا ينذر بتصعيد أكبر في لبنان، حيث تدفع إيران بحزب الله إلى فوهة البركان، بينما يجلس خامنئي على عرشه في طهران، يحرك دمى عقائدية واهية بأوهام نصرٍ سرابي يراه الجميع، إلا أولئك الذين حُرموا من البصيرة والبصر، في كذبة توارثوها منذ 1400 سنة ونيف.

(هذه الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )

 


المصدر : Transparency News