لا يمكن التشكيك في أي مطلب لبناني داخلي بشأن وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب وتطبيق القرارات الدولية الراعية لهذه الإجراءات (١٥٥٩ - ١٦٨٠ - ١٧٠١)، طالما أنها مطالب محقّة وصادرة عن جهات لبنانية منشغلة في الملف اللبناني، إذ تُترجم في سياق المفاوضات بالمطالبة في تحقيق السيادة الكاملة على أراضي الدولة. ويصحّ القول أن الجهود الدبلوماسية في هذا الإطار إلزامية من جهة السلطات الرسمية، وإلى جانبها جماعات الضغط من أحزاب ومجتمع مدني ينادون بما يصبّ في المصلحة العامة اللبنانية.

لكن أن تكون هكذا مطالب صادرة عن دولة أخرى مثل ايران، ما يدفع إلى الشكوك وطرح السؤال التالي: ما هو دور ايران في ظلّ المباحثات الجارية؟ على أثر تعريف دورها كلاعب إقليمي دائم، نستدرك مساعي ايران للجلوس على طاولة المفاوضات إبّان الحرب الإقليمية، مع العلم أن ايران نفسها لها دور مباشر عبر محور المقاومة في الإنخراط في تلك الحرب، بالإضافة إلى الردود الحربية من ايران نحو اسرائيل ودخولها في دائرة الإشتباكات، ناهيك عن دورها الغير مباشر عبر السياسة الإقليمية المحورية التي ترعى مشروع توسّعي يطال المشرق العربي وسياسة احتواء اسرائيل. 

والجدير بالذكر هو أن يكون التصريح بشأن متابعة ملفّ لبنان وتطبيق القرارت الدولية ليس صادراً عن جريدة ايرانية تقدّم تحليلاً صحفيّا، بل تصريح تقرّه جهة رسمية متمثّلة برئيس مجلس الشورى الإيراني، بما يمكن تفسيره على أنّه تعدٍّ إضافيّ على السيادة اللبنانية من الجانب الايراني، مشابهاً لما تقوم فيه اسرائيل وإنّما بأساليب أخرى. 

وعليه، يأتي تصرّف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قانونيّاً من ناحية استدعاء السفير الايراني في لبنان، على أن تكون هذه الخطوة مكمّلةً في استعادة جدّيّة لقرار الدولة دون أي قرار خارجي. وسرعان ما أيّد رئيس حزب القوات اللبنانية هذا التحرّك لاحتواء مظاهر التعدي على السيادة اللبنانية، هي مظاهر أخذت تتمادى في الفترة السابقة مع السماح لحزب الله للإمساك بقرار الحرب والسلم.