أكد رئيس التيار الشيعيّ الحرّ الشيخ محمد الحاج حسن أنه على  حزب الله إعادة النظر في أدبيّاته وتعاطيه مع اللبنانيين وأن يخرج من حالة الغرور والإستكبار التي كان يفرضها من خلال هيمنة السلاح وأدلجة الطائفة الشيعيّة باتجاه ثقافة الموت والخروج من الدولة، مشيراً الى أن النقطة الأهم أن يعيد حزب الله النظر في ماذا يريد أن يكون؟ لبنانيّاً شريكاً أساسيّاً في الدولة أو امتداداً لمشروع إيران ولولاية الفقيه؟


وفي مقابلة مع برنامج المشهد اللبناني على قناة الحرّة، رأى الحاج حسن أن حزب الله انتهى بكل المقاييس، رغم بعض قدراته العسكرية الآن، وهو لن يتمكّن من النهوض مجدّداً ليفرض علينا ما كان يمارسه سابقاً، معتبراً أن عملية تقليم أظافر حزب الله لم تكن إلاّ بموافقة إيرانيّة، والتصريحات الإيرانية أثبتت أن قرار حزب الله مرتبط بإيران ولم يعد لبنانيّاً، وطهران فضّلت أن يُقطع بعضُ أذرعها على أن يُقطعَ رأس النظام الإيراني، وبالتالي هي تضحّي بأذرعها مقابل مكاسبها في واشنطن من رفع للعقوبات وملف المفاعل النووي وأموالها المصادرة.
من جهة ثانية، اعتبر الحاج حسن في حديثه لقناة الحرّة أن زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكستين الى لبنان هي عبارة عن مسرحيات هزليّة، فالمطلوب من المجتمع الدولي أن يكون صادقاً في طروحاته وفي وقف إطلاق النار، وهذا لا يحصل إلاّ عندما يتمّ إرغام الدولة اللبنانيّة على الذهاب نحو تطبيق القرارات الدوليّة بدءاً من ال1559 وصولاً الى ال1701، وقال"نحن مقبلون على 1701 plus، والرئيس نبيه بري يعرف ذلك جيداً، لكنَّ ظروفاً استدعت أن يتكلّم هكذا."
وإذ أكد أن القرار 1701 أصبح خلفنا، جزم أننا متّجهون لوضع لبنان تحت الفصل السابع، وقال الحاج حسن للحرّة: "فلتضع الحكومة اللبنانيّة لبنان تحت الفصل السابع، فالحكومة اللبنانيّة هي جزء ممّا وصلنا إليه اليوم من خلال البيانات الوزاريّة الكاذبة التي سمحت لحزب الله أن يبني تراساناتٍ عسكريّةً بين المنازل والمواطنين، إما باشرافٍ أو بغضِ النظر من الدولة اللبنانيّة"، مشيراً الى أن معادلة جيش وشعب ومقاومة انتهت، وعلى الجيش اللبناني أن يكون القوّة المسلّحة الوحيدة لحماية السيادة في لبنان.
الحاج حسن حذّر في حديثه الى قناة الحرّة من المرحلة المقبلة بالقول: "أخشى ما أخشاه ان يفتعل حزب الله عملاً أمنيّاً ما في الداخل اللبناني كردّة فعل إنتقاميّة على الخسارة الكبرى التي مُني بها في المواجهة مع اسرائيل، ما يجبر الأفرقاء الآخرين على المطالبة بالتقسيم"، جازماً أن المعطيات الحالية لا توحي بالعودة الى الجنوب في الوقت الحالي أو في المستقبل البعيد، فلا إعادة إعمار جديدة، وظروف حرب 2006 مختلفة عن حرب 2024..
وعن التخوّف من احتلال اسرائيل للبنان، رأى الحاج حسن أن كل التقارير توحي باستمرارية الحرب وباجتياحٍ كبير، لا نعلم من أين يبدأ، ولا كيف ينتهي، ولكن نتمنى قطع الطريق على الإسرائيليّ من خلال عدم المكابرة والإستعلاء على اللبنانيين والتسريع في تطبيق القرارات الدولية.  
وإذ اعتبر الحاج حسن أن الرئيس نبيه بري جزء من منظومة الفساد في لبنان ولا يمكن التعويل عليه بشكل كامل، رأى أنه في هذا الظرف الذي نعيشه اليوم الرئيس بري هو الأقدر على لملمة جراح الطائفة الشيعيّة، لأن لديه القدرة على تدوير الزوايا واللعب في الزواريب السياسيّة.
الحاج حسن وفي حديثه للحرّة أكد أن الحالة المعنويّة والنفسيّة لقيادة حزب الله السياسيّة ليست مرتاحة، ومن يُمسك قرار حزب الله اليوم هو الحرس الثوري الإيراني فقط، وهو صاحب الكلمة الفصل، وكل المؤشرات تقول إن رئيس مجلس النواب الإيراني اصطحب نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم معه الى إيران، وقال: "يجب أن يعرف الوليّ الفقيه ومن خَلفه ومن أمامه أن الزمن وعقارب الساعة لن يعودوا الى الوراء".
الحاج حسن الذي اعتبر أن الشارع الشيعي ما زال يعيش حالة الوهم وفائض القوة، توجّه الى أبناء الطائفة الشيعيّة بالقول: حزب الله لن يعود كما كان سابقاً، يا أبناء الطائفة الشيعيّة، عودوا الى منطق الدولة، أنتم جزء أساسي من تركيبة هذا البلد، داعياً الحكومة اللبنانية الى التحرّك لكفّ يد إيران عن لبنان، ليس عبر بيان إنما من خلال موقف يصدر بعد اجتماعٍ للحكومة اللبنانيّة ويقضي بالطلب من القائم بأعمال السفارة الإيرانية مغادرة لبنان فوراً.
كما توجّه الحاج حسن عبر الحرّة بالتحية الكبرى لأبناء الطوائف المسيحيّة والكنيسة المارونية في لبنان، وحزب القوّات اللبنانيّة الذين شرّعوا منازلهم ومدراسهم وأديرتهم ومؤسساتهم رغم عملية التخوين الكبرى التي استهدفتهم.