برزت زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكستاين إلى بيروت كعلامة فارقة في مسار العلاقات اللبنانية الأميركية وملف الصراع في جنوب لبنان. مطالبة هوكستاين بتقديم إجابات واضحة حول سبل إنهاء الصراع ووضع حد للتوتر على الحدود الجنوبية وضعت السلطات اللبنانية و"حزب الله" أمام مفترق طرق حرج، في ظل تحديات سياسية وأمنية ترخي بظلالها على مستقبل لبنان والمنطقة.


مصادر مطلعة في بيروت كشفت لصحيفة «الشرق الأوسط» أن زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكستاين وضعت الحكومة اللبنانية و"حزب الله" في موقف حرج، بعد مطالبته بردود واضحة على أسئلة صعبة تتعلق بإيجاد حل نهائي للصراع في جنوب لبنان. وأوضحت المصادر أن هوكستاين يطالب "حزب الله" وإيران باتخاذ قرارات صعبة لم يحن وقتها بعد.

وأشارت المصادر إلى أن هوكستاين حذر من فشل محاولات سابقة للتوصل إلى حل، حيث دعا الجانب اللبناني سابقًا إلى عدم الربط بين جبهتي جنوب لبنان وغزة، خاصة بعد إعلان "حزب الله" عن "جبهة الإسناد" إثر انطلاق عملية "طوفان الأقصى". 

وخلال لقاءاته مع رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أكد هوكستاين أن إنهاء الحرب لا يمكن تحقيقه من خلال تصريحات عامة وقابلة للتأويل، مشددًا على ضرورة الالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن 1701 الذي ينص على حصر السلطة الأمنية في جنوب لبنان بيد الجيش اللبناني مدعومًا بقوات "اليونيفيل".

كما أبلغ هوكستاين المسؤولين اللبنانيين أن العودة إلى الوضع السابق، الذي كانت فيه الكلمة العليا لـ"حزب الله" في المنطقة الجنوبية، أمر غير مقبول. وطالب بضرورة إعادة فرض سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، ودعا إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مؤكدًا أن استعادة الدولة لدورها ستشجع المجتمع الدولي على المساهمة في إعادة إعمار لبنان وتخفيف أزماته.

لكن المصادر أشارت إلى تحديات تعترض طريق نجاح مقترحات هوكستاين، خصوصًا في ظل رفض حكومة بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار على أسس تعيد الوضع في الجنوب إلى ما كان عليه سابقًا. وأكدت أن تنفيذ القرار 1701 سيُفقد "حزب الله" واحدة من أهم أوراقه السياسية والعسكرية، مما قد يجعله في موقف ضعيف محليًا وإقليميًا، ويطرح تساؤلات حول قدرته على تقديم تنازلات بهذا الحجم بعد الخسائر التي تكبدها.

ختامًا، لفتت المصادر إلى أن الوضع الإقليمي المعقد، خاصة العلاقة الإيرانية-الإسرائيلية، يزيد من تعقيد الموقف، حيث قد تجد إيران نفسها في مواجهة مع الولايات المتحدة في حال تصاعدت التوترات.


المصدر : الشرق الأوسط