تتزايد الضغوط الدولية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع تصاعد العمليات العسكرية في غزة ولبنان، بينما تواصل الصحف العالمية تسليط الضوء على مواقفه المثيرة للجدل. في هذا السياق، أكدت صحيفة The Guardian البريطانية أن نتنياهو يبدو غير مكترث لدعوات وقف إطلاق النار، إذ يرى في اغتيالات شخصيات بارزة داخل حركة حماس فرصة لتعزيز سياساته العدوانية. ومع تنامي القلق من التصعيد العسكري والانتقادات المتزايدة من المجتمع الدولي، تتجلى ملامح استراتيجية نتنياهو، التي تهدف إلى تحقيق السيطرة الإسرائيلية وتعزيز النفوذ، في ظل غموض حول النتائج المحتملة لهذا التصعيد على المستويين الإقليمي والدولي.


رأت صحيفة The Guardian البريطانية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدو غير مستعد لوقف إطلاق النار في غزة أو لبنان، مشيرةً إلى أنه وحلفاءه من اليمين المتطرف يعتقدون أن وفاتهم الأخيرة لحركة حماس تمثل انتصارًا عسكريًا. الصحيفة اعتبرت أن نتنياهو ينظر إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، بعد سلسلة من الاغتيالات لشخصيات بارزة، كتبرير لاستمرار سياسة التدمير التي ينتهجها، رغم أنها قد تؤدي إلى عواقب عكسية في نهاية المطاف.

وأكدت الصحيفة أن هدف نتنياهو يتمثل في تعظيم القوة والنفوذ الإسرائيلي، جزئيًا لحماية نفسه سياسيًا. ورغم أن حماس أصبحت مقطوعة الرأس وغير منظمة، إلا أن نتنياهو واصل تصعيد العمليات العسكرية في شمال غزة، مُعرضًا المدنيين لخسائر كبيرة، دون أن يملك خطة واضحة لما بعد الصراع. وأشارت الصحيفة إلى أن انتقادات المجتمع الدولي لما يحدث لم تؤثر على نتنياهو، الذي يسعى لتحقيق أهدافه العسكرية الخاصة.

وفيما يتعلق بالجهود الدبلوماسية، ذكر تقرير الصحيفة أن نتنياهو رفض نصائح القادة العسكريين الإسرائيليين والأميركيين لاستغلال مقتل السنوار لعقد صفقة رهائن. كما جاء في التقرير أن إسرائيل كثفت غاراتها الجوية على لبنان، بما في ذلك ضرب أهداف غير عسكرية، في إطار سعيها لتقويض قدرات حزب الله.

وتابعت الصحيفة بالقول إن نتنياهو لم يتردد في تصعيد حملته ضد قوات الأمم المتحدة في لبنان، في وقت يسعى فيه المبعوث الأميركي للسلام، آموس هوكشتاين، لإعادة التفاوض حول وقف إطلاق النار بناءً على قرار مجلس الأمن 1701. ومع ذلك، فإن مطالب إسرائيل المتعلقة بحقها في التدخل في لبنان تظل غير مقبولة لأي دولة ذات سيادة.

كما أشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد تم تكليفه بمهمة شبه مستحيلة، حيث يسعى للتوصل إلى تهدئة في الوقت الذي تشتد فيه المعارك. ورغم جهود بلينكن، يتضح أن نتنياهو عازم على متابعة استراتيجيته العسكرية، مع العلم أن بايدن لن يسعى لفرض قيود جدية على إسرائيل قبل الانتخابات الأميركية.

في الختام، أكدت الصحيفة أن هناك مخاطر متزايدة من تصعيد أكبر، لا سيما فيما يتعلق بإيران، حيث يُعتبر التوقيت الحالي بمثابة لعبة خطيرة قد تنفجر في وجه نتنياهو وإسرائيل.


المصدر : وكالات