يشهد الاقتصاد الإيراني تدهوراً حاداً في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد التهديدات الإسرائيلية بشن هجمات عسكرية. فقد أدى توقع نشوب صراع محتمل إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد منذ سنوات، والتي تفاقمت بسبب العقوبات الدولية المشددة.


يشهد الريال الإيراني انهياراً غير مسبوق، حيث فقد قيمته بنسبة كبيرة خلال الأسابيع القليلة الماضية. وارتفعت قيمة الدولار الأمريكي مقابل الريال الإيراني بشكل كبير، لتصل إلى مستويات قياسية لم تشهدها البلاد من قبل. ويعود ذلك إلى عدة عوامل، منها تزايد الطلب على الدولار في ظل حالة عدم الاستقرار، وتراجع الثقة في العملة المحلية.

كما أدى توقع وقوع هجوم إسرائيلي إلى فوضى في حركة السفر، حيث ألغت شركات الطيران رحلاتها، مما أدى إلى ارتفاع أسعار التذاكر وإطالة أوقات السفر نتيجة لإعادة توجيه الرحلات، بحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، والذي أشار إلى أن:

تهديدات إسرائيلية وشيكة

 أعلنت إسرائيل عن استعدادها للرد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران في أواخر سبتمبر الماضي، والذي استهدف أهدافاً إسرائيلية. وهددت إسرائيل بشن هجمات واسعة النطاق على أهداف إيرانية داخل الأراضي الإيرانية، الأمر الذي زاد من حالة التوتر والقلق في المنطقة.

ويترتب على هذه الأحداث تبعات إنسانية واقتصادية وخيمة على الشعب الإيراني، حيث يعاني المواطنون من ارتفاع أسعار السلع الأساسية، ونقص في المواد الغذائية والدواء، وتدهور في مستوى المعيشة. كما أن الشركات والأعمال التجارية تعاني من صعوبات كبيرة في الحصول على العملة الصعبة، مما يؤثر سلباً على النشاط الاقتصادي.

مخاوف من اندلاع حرب شاملة

أثار تصاعد التوترات مخاوف من اندلاع حرب شاملة في المنطقة، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة والعالم أجمع. وتدعو العديد من الدول إلى ضرورة الحوار والتفاوض لحل الخلافات القائمة، وتجنب التصعيد العسكري.

ويعتقد الخبراء الاقتصاديون أن الاقتصاد الإيراني سيشهد مزيداً من التدهور في حال استمرت الأزمة الحالية، وأن استعادة الاستقرار الاقتصادي يتطلب حلاً سياسياً للأزمة الإقليمية، ورفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران.

كما تدعو العديد من المنظمات الدولية والحقوقية إلى ضرورة التهدئة، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وتجنب التصعيد العسكري الذي من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من المعاناة للشعب الإيراني والشعوب الأخرى في المنطقة.

 


المصدر : Transparency News + وكالات