إلى متى يُترك لبنان وحيداً؟
27-10-2024 08:12 PM GMT+02:00
أسئلة مشروعة يطرحها كل مواطن لبناني على ما تبقّى من ضمائر المسؤولين في الدولة اللبنانية وهي تتلخص بالآتي:
إلى متى سيستمر النزيف في الجسم اللبناني المتهالك أصلاً؟
إلى متى ستبقى مشاهد الدمار والدماء والنزوح والبكاء والهجرة آخذة بالتصاعد والتفاعل؟
إلى متى سيبقى المواطن درعاً بشرياً يختبئ خلفه مقاتل يأتمر بأوامر من خارج الحدود؟
إلى متى ستبقى حرب الآخرين قائمة على أرضنا؟
إلى متى سيبقى الشعب اللبناني يدفع فاتورة لا ناقة له فيها ولا جَمل؟
إلى متى ستبقى رقابنا على مقصلة إيران؟
إلى متى سيبقى إصبع إيران على زناد بندقية تطلق النار من لبنان وليس من طهران ومن على كتف شاب لبناني الجنسية وليس الإنتماء؟
إلى متى سيبقى رمح إيران مغروساً في صدر لبنان، يستجر سيف اسرائيل الى اجسادنا؟
إلى متى سنبقى نتابع إنذارات أدرعي التي نستيقظ ونغفو عليها، وقد تحوّل إلى مُرشد للشعب اللبناني لتنبيهنا بضرورة إخلاء هنا وغارة هناك.
الى متى سيبقى لبنان واقعاً بين سندان إيران ومطرقة إسرائيل؟ الأولى تُرسل المال والسلاح والصواريخ والمرتزقة وتنشر العقيدة الإسلامية، والثاني تُطلق التحذيرات وتنفّذ الغارات وتقصف منصات الصواريخ ومستودعات الاسلحة وتستهدف مطلوبين على لوائحها المكتظّة، وبين هذه وتلك يسقط الأبرياء وتُدمر الأبنية وتزهق الارواح ويُقضى على الأرزاق وجنى الأعمار والأحلام وحتى على الذكريات...
الى متى سيبقى ضبّاط وعناصر الجيش اللبناني يسقطون في حرب لم يستشرهم أحد فيها، وآخرهم الرائد محمد فرحات.
إلى متى سيبقى هذا التكاذب قائماً ومرتكزاً على عبارات زائفة مثل الوحدة والتضامن والتآخي وغيرها من الكلمات التي لا تنطبق الواقع الحقيقي؟ فأنا أرفض الحرب وأرفض تحمّل تبعاتها، وغيري في الوطن يؤيدها، فليتحمل هو وحده تبعاتها وتكاليفها المادية والبشرية والاقتصادية، وطبعاً النصر الإلهي في خاتمتها!!
الى متى سيبقى مصطلح "الإنتصار" مُرادفاً حقيقياً لمصطلح نقيض وهو "هزيمة موصوفة"؟
إلى متى سنبقى بلا رئيس للجمهورية، وأسرى لمفتاح رماه رئيس مجلس نوابنا في بحر غزة، بدلاً من أن يحمله أمانة في عنقه؟
الى متى سيبقى الوزراء في بلادنا يعملون للجهة التي عيّنتهم وليس لانتشال الوطن أو لتضميد جراح المواطن؟
إلى متى سنبقى رهائن لمطار واحد يقع في منطقة جغرافية تحكمها شريعة الغاب، الداخل اليها مفقود والخارج منها مولود؟
الى متى سيبقى موطني ساحة نزاع واختبار، ومتى ينتفض المسؤول على الواقع لينقذاً شعبه وما تبقى من مؤسسات ويضع حداً لهذه المأساة عبر تطبيق الدستور ونشر الجيش ونزع السلاح غير الشرعي؟
الى متى سنبقى نخشى ان نستيقظ يوماً وقد تم تدمير كل ما تبقى من بنى تحتيّة ومنشآت حيوية، مثل الجسور ومحطات المياه ومعامل الكهرباء وسنترالات الاتصالات والانترنت والمطار والمرفأ وغيرها؟
لائحة الأسئلة تطول، إنما يبقى السؤال الأهم، إلى متى سنبقى نحلم بلبنان الزمن الجميل، نذكره ولا نراه، نحلم به ولا نعيشه، نناديه ولا يسمعنا، فهل رحل مع خريف الوطن، أم أنه يتحضّر ليبدو لنا زاهياً مع ربيع لبنان الآتي... نعم، لا شك آتٍ... والسلام؟
المصدر : Transparency News