في عملية عسكرية غير مسبوقة، حشدت إسرائيل نحو 100 مقاتلة حربية، من ضمنها طائرات F-35 الشبحية المتطورة، في مهمة استهدفت مواقع إيرانية فجر السبت. استمرت العملية لأكثر من أربع ساعات وامتدت على مسافة 2000 كيلومتر، واستهدفت مواقع استراتيجية إيرانية مرتبطة بإنتاج الصواريخ البالستية والكروز، رداً على هجوم صاروخي إيراني سابق. في هذا السياق، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" تفاصيل جديدة حول هذه الضربة الجوية، التي تجاوزت حدود إيران لتشمل تدمير بطاريات الدفاع الجوي في كل من سوريا والعراق، مما أفسح المجال أمام المقاتلات للوصول إلى أهدافها بسلام.


حلّقت نحو 100 مقاتلة إسرائيلية، محمّلة بصواريخ نوعية ومتطورة، بينها طائرات F-35 المعروفة باسم "الشبح" لقدرتها على التخفي، في عملية طويلة استمرت أكثر من أربع ساعات وقطعت حوالي 2000 كيلومتر، لمهاجمة أهداف إيرانية فجر السبت، حسبما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال". ورافق المقاتلات طائرات تجسس وأخرى لتزويد الوقود، في ثلاث دفعاتٍ، لمواجهة الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف إسرائيل مطلع أكتوبر.

وأكدت الصحيفة أن الضربة الإسرائيلية لم تقتصر على إيران وحدها؛ إذ استهدفت الدفعة الأولى من المقاتلات بطاريات الدفاع الجوي في سوريا والعراق، تمهيداً لعبور الدفعتين الثانية والثالثة بسلام إلى الأجواء القريبة من إيران. وحرصت الطائرات على تجنّب أجواء الدول العربية المجاورة، باستثناء سوريا والعراق، تجنباً لاستفزازات إيرانية سابقة هدّدت الدول التي قد تسمح لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي.

أمير أفيفي، مسؤول عسكري إسرائيلي سابق، أوضح أن الهجوم أُطلق من خارج المجال الجوي الإيراني، بينما أشارت طهران إلى أن الضربات شُنت من داخل الأجواء العراقية، على بُعد 112 كيلومتراً من حدودها، وعادت المقاتلات إلى قواعدها سالمة بعد انتهاء المهمة.

وبالرغم من عدم وجود تقديرات رسمية لحجم العملية، يُقدر أن تكاليفها كانت مرتفعة للغاية، إذ تصل تكلفة طيران مقاتلة F-35 لمسافات بعيدة إلى نحو 33600 دولار في الساعة، وفقاً لأسعار عام 2012.

وتشير الصحيفة إلى أن الضربات الإسرائيلية استهدفت منشآت إيرانية متعلقة بإنتاج الصواريخ البالستية والكروز، التي استخدمتها إيران مرتين لضرب أهداف في إسرائيل هذا العام. كما استُهدفت منشآت أخرى في موقع بارشين العسكري، المعروف بأعمال سابقة على تطوير الأسلحة النووية، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويقول الباحث فابيان هينز من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن الهجمات طالت أربع منشآت، منها ثلاث لإنتاج الوقود الصلب للصواريخ.

ويظهر أن هذه الضربات كانت من بين أكبر العمليات الجوية الإسرائيلية على إيران، مصممة لتحقيق أهداف عسكرية محددة، مع الحفاظ على مسافة أمان من الدول العربية لتجنب تصعيد أوسع.


المصدر : وكالات