خليل الكردي


في خطوة غير متوقعة، أقدم المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، على افتتاح حساب جديد على منصة “إكس” باللغة العبرية، وذلك بعد الهجوم الإسرائيلي على مواقع في إيران. التغريدة الأولى كانت ببساطة “بسم الله الرحمن الرحيم”، وهو ما اعتبره البعض تلميحًا إلى احتمال ردٍ إيراني على الهجوم. ثم عاد خامنئي لنشر نفس العبارة باللغة الإنجليزية، دون إضافة تفاصيل، مما أثار تساؤلات حول طبيعة الرد الذي تدرسه طهران.

 بعد الهجوم، صدرت سلسلة من التصريحات الرسمية في إيران. رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، أكد أن الرد على الهجوم الإسرائيلي أمر حتمي، مشيرًا إلى أن الهجوم لم يحقق أهدافًا عسكرية كبيرة، ومؤكدًا أن إيران تعتبر الدفاع عن نفسها حقًا لا يمكن التنازل عنه. كما حذر قاليباف من استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل، ودعا إلى وقف العنف في غزة ولبنان. وأشاد بمواقف الدول المجاورة التي أدانت الهجوم، مؤكداً على أهمية التعاون الإقليمي للحفاظ على الاستقرار.

 في الوقت نفسه، أصدر خامنئي سلسلة من التغريدات التي وجّه من خلالها رسالة مباشرة إلى إسرائيل، قائلاً: “لقد اتخذ النظام الصهيوني خطوة خاطئة قبل ليلتين، يجب أن نجعلهم يفهمون القوة والعزيمة ومبادرة الشعب الإيراني.” هذا التحذير حمل في طياته إشارة واضحة إلى أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء التحركات الإسرائيلية، وأن الرد قد يكون مسألة وقت.

 الردود الإسرائيلية لم تتأخر، حيث أكدت وسائل إعلام في تل أبيب وجود أهداف إيرانية جديدة ستكون في مرمى النار إذا اختارت إيران الرد. وفي ذات السياق، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على أن إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، مهما كانت الظروف.

 من جانبه، أعلن الجيش الإيراني عن مقتل أربعة من عناصر الدفاع الجوي في محافظة خوزستان، نتيجة الهجوم الإسرائيلي، لكنه أشار إلى أن الأضرار كانت محدودة. بينما تدّعي إسرائيل أنها تمكنت من تدمير منشآت حيوية تتعلق بالدفاع الجوي والبنية التحتية الخاصة بإنتاج الصواريخ والطائرات بدون طيار.

 ورغم الجدل الذي أثارته تغريدات خامنئي، نجح حسابه الجديد على “إكس” في اجتذاب نحو 13 ألف متابع في أقل من 24 ساعة. لكن الحساب أُغلق بسرعة، وسط تكهنات حول الأسباب، وما إذا كان الإغلاق جاء نتيجة الضغوط السياسية أو انتهاكات محتملة لسياسات المنصة.

 الجدل الذي أثارته هذه الخطوة يعكس التوترات المتزايدة في المنطقة، ويُبرز مدى حساسية المواقف الإيرانية والإسرائيلية. وفي ظل دعم الولايات المتحدة المستمر لإسرائيل، سواء في ظل إدارة ديمقراطية أو جمهورية، باتت إيران تجد نفسها في مواجهة جبهة متماسكة دوليًا. حتى ألمانيا، التي طالما كانت تتخذ مواقف متحفظة، أضحت اليوم من بين الدول الداعمة بقوة لحكومة تل أبيب.

 في هذا السياق، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت التصريحات والتغريدات ستتحول إلى مواجهة فعلية على الأرض، أم أن الدبلوماسية ستتمكن من احتواء الوضع وتجنب تصعيد جديد في المنطقة المتوترة أصلاً.

 


المصدر : Transparency News