يتخوف المراقبون من احتمال إقدام إسرائيل على اغتيال رئيس مجلس النواب نبيه بري، خاصةً بعد اغتيالها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. ويؤكد المراقبون أنه لم تعد هناك خطوط حمراء أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هذه المعركة، إذ يرى نفسه منتصرًا بعد استهدافه قيادات حركة حماس وعلى رأسهم يحيى السنوار، وقيادات حزب الله وعلى رأسهم السيد نصرالله.

ما يُثير القلق الأكبر لدى المراقبين هي الرسائل الإسرائيلية المباشرة المُوجهة إلى بري. أولى هذه الرسائل جاءت من خلال نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي خريطة استهداف لمنطقة فردان، والتي تبعد أمتارًا قليلة عن قصر عين التينة، ليُقال لاحقًا إنها نُشرت عن طريق الخطأ. 

هذا "الخطأ" أثار الكثير من التساؤلات، حيث بدا واضحًا للكثيرين أنه رسالة مباشرة إلى الرئيس بري. وتلت ذلك ضربة إسرائيلية لمنطقتي الجناح والأوزاعي، المحسوبتين على حركة أمل، في إشارة أخرى بأن المستشار الأمني للرئيس بري بات مكشوفًا ومدرجًا على لائحة الاغتيالات أيضًا. 

أما الإشارة الثالثة فجاءت من خلال قصف مناطق في الجنوب تحت نفوذ الرئيس بري، كمنطقة صور ومحيط منزل أحد أفراد أسرته ومصالحهم المباشرة في المنطقة.

 

وقد تلقف المراقبون هذه الرسائل باعتبارها تهديدًا مباشرًا للرئيس بري، ورأوا فيها رسالة واضحة بأن لا أحد في لبنان محصّن. 

وعلق أحد المراقبين قائلاً: "الولايات المتحدة الأميركية لا أصدقاء لها أمام مصالحها، وهي الداعم الأول لإسرائيل في كل ما تقوم به، سواء في لبنان أو في غزة أو في أي مكان آخر. فأمن إسرائيل يأتي دائمًا أولًا، والتضحية بأي حليف تصبح سهلة عندما يتعلق الأمر بحفظ هذا الأمن. لذا، الرئيس بري في خطر وعليه أخذ الحيطة والحذر، وألا يكرر ما قاله الرئيس الشهيد رفيق الحريري يومًا: "لا أحد يجرؤ على اغتيالي". فمصالح الدول لا تعبأ بالصداقات أو التحالفات، والتضحية بالشخصيات مهما علا شأنها تصبح أمرًا واردًا".


المصدر : Transparency News