تواجه أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، من "القبة الحديدية" إلى "مقلاع داوود"، تحديًا غير مسبوق في التصدي لهجمات حزب الله المتزايدة بواسطة الطائرات المسيّرة، والتي برزت كسلاح فعّال يخترق الحواجز الدفاعية المعقدة.


وبينما صُممت تلك الأنظمة أساسًا لاعتراض الصواريخ والقذائف، فإنّ الطائرات المسيّرة، أو "سلاح الفقراء" كما يوصف، أظهرت فاعلية غير متوقعة، إذ تمثل تحديًا لا يمكن للتقنيات الحالية التغلب عليه.

ومع تكرار مشاهد مطاردة المقاتلات والمروحيات الإسرائيلية للمسيّرات في الأجواء، بدت إسرائيل أمام مشهدٍ مثير للسخرية؛ إذ تندفع الطائرات الحربية لملاحقة هدف صغير ومراوغ، في مطاردة تشبه "لعبة القط والفأر"، وأحيانًا يختفي هذا الهدف دون أن تتمكن الدفاعات الإسرائيلية من تحديد مصيره.

وفي هذا السياق، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، أن طائرات مقاتلة لاحقت مسيّرات في منطقة عكا، قبل أن يُعلن عن انتهاء الحدث دون كشف مصير تلك المسيّرات. وانتشرت مشاهد لمقاتلات تُحلق في سماء إسرائيل خلف مسيّرة صغيرة، فيما يتابع الجنود مسارها بنظرات حادة.

من جانبه، أعلن حزب الله عن تنفيذه هجومًا بواسطة "سرب من المسيرات الانقضاضية" استهدف قاعدة "شراغا" شمالي عكا، مؤكدًا أن الهجوم أصاب أهدافه بدقة. وفي حادثة سابقة، تسببت مسيّرة واحدة في إدخال نحو مليون إسرائيلي إلى الملاجئ في حيفا وضواحيها، حيث دوت صافرات الإنذار طوال فترة تحليقها دون نجاح الجيش الإسرائيلي في إسقاطها، لتسقط المسيّرة أخيرًا في مدينة الخضيرة.

وأكدت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن السلطات تتبع سياسة جديدة تتمثل في إطلاق إنذارات مكثفة عند تعذر العثور على المسيّرات المتسللة، في محاولة للتعامل مع هذه التهديدات الجديدة.

هل يحل الشعاع الحديدي المعضلة؟

وبدا أن الثغرة التي تسببها المسيرات أرقت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، حتى أن وزارة الدفاع الإسرائيلية، أعلنت الأسبوع الماضي عن تخصيصها 530 مليون دولار لتسريع تطوير نظام الدفاع الجوي بالليزر المعروف بـ "الشعاع الحديدي"، من أجل "توسيع نطاق شراء أنظمة الاعتراض بالليزر بشكل كبير".

وحسب بيان لوزارة الدفاع الإسرائيلية، فمن المفترض أن يسمح النظام الجديد للجيش الإسرائيلي باعتراض الطائرات المسيرة بشكل أكثر فاعلية.

وستعمل وزارة الدفاع مع شركتي الدفاع الإسرائيليتين "رافائيل" و "إلبيت" على تطوير هذا النظام، الذي قال المدير العام للوزارة إيال زامير، في البيان، إنه يأمل أن يدخل الخدمة في غضون عام.

والجدير بالذكر، أن حزب الله استخدم المسيّرات في هجومين مؤثرين في الفترة الأخيرة، استهدف أحدهما قاعدة عسكرية قرب بنيامينا شمال إسرائيل، ما أسفر عن مقتل 4 جنود وإصابة عشرات آخرين. كما هاجمت مسيّرة منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيساريا، لتصيب شرفة غرفة نومه.

وتشير تصريحات حزب الله المتكررة إلى أن مهندسيه قد طوروا "المسيرات الانقضاضية" من طرازات متعددة، مما يزيد من قدرته على تنفيذ هجمات دقيقة ضد أهداف إسرائيلية، ليؤكد الحزب على قوة رهان المسيّرات في معادلة الحرب الحالية.

 


المصدر : وكالات