أظهرت الحرب المستمرة بين إسرائيل وقطاع غزة ولبنان تأثيرات خطيرة على حياة الطلبة الجامعيين الإسرائيليين، حيث كشف تقرير حديث نشرته صحيفة "معاريف" عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي يواجهها هؤلاء الطلبة مع بدء العام الدراسي الجديد. وفقًا لاستطلاع للرأي أجرته "الاتحاد القُطري للطلبة الجامعيين"، فإن العديد من الطلبة يعانون من صعوبات مالية حادة، في ظل ظروف غير مستقرة تهدد مسيرتهم الأكاديمية وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن مستقبلهم.


كشف تقرير نشرته صحيفة "معاريف" عن الأثر العميق الذي تركته الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ولبنان على الطلبة الجامعيين الإسرائيليين، حيث يعاني العديد منهم من أزمات اقتصادية واجتماعية ونفسية مع بدء العام الدراسي الجديد.

استند التقرير، الذي أعده "الاتحاد القُطري للطلبة الجامعيين"، إلى استطلاع للرأي أظهر أن 44% من الطلبة يواجهون صعوبات مالية خطيرة نتيجة الحرب. كما تم استدعاء أكثر من 70 ألف طالب للخدمة العسكرية الاحتياطية، وتهجير نحو 10 آلاف طالب من منازلهم بسبب الأعمال القتالية.

وأشار التقرير إلى أن الوضع الأمني المتوتر أثر سلبًا على التقدم الأكاديمي، حيث أفاد 44% من الطلبة بعدم قدرتهم على إنهاء العام الدراسي كما كان مخططًا. وواجه 22% من الطلبة ضرورة تأجيل مقرراتهم إلى فصول لاحقة أو حتى إلى العام المقبل، مما يزيد من التحديات التي تواجه مسيرتهم الأكاديمية. ونتيجة للتعبئة الاحتياطية وعمليات الإجلاء المتكررة، شهد الطلبة انقطاعًا واضحًا في مسارهم الدراسي، مما زاد من حالة عدم اليقين بشأن مستقبلهم الأكاديمي.

وأفاد التقرير بأن 44% من الطلبة يعانون من مصاعب مالية كبيرة بسبب الظروف الناتجة عن الحرب، حيث فقد العديد منهم مصادر دخلهم نتيجة الخدمة الاحتياطية أو فقدان وظائفهم. ونتيجة لذلك، أصبح 51% من الطلبة يعتمدون على الدعم المالي من أسرهم، بزيادة تجاوزت 20% مقارنة بالعام السابق، ليصل متوسط الدعم العائلي إلى 2614 شيكلًا شهريًا.

وعلى الرغم من ذلك، ارتفع الإنفاق الشهري للطالب إلى 6138 شيكلًا، مع زيادة نفقات الرعاية النفسية والعلاجية. كما أشار 68% من الطلبة إلى عدم قدرتهم على ادخار أي جزء من دخلهم.

وأظهر التقرير تراجعًا حادًا في ثقة الطلبة بالحكومة، حيث أعرب 62% منهم عن شعورهم بأن الحكومة لا تعمل لصالحهم، مقابل 12% فقط يعتقدون بأن الحكومة تهتم بمصالحهم. 

وفي استطلاع آخر نشرته "كلية بيت بيرل" في 3 أكتوبر الماضي، أفاد حوالي نصف الطلبة بأنهم يعانون من تدهور في حالتهم النفسية نتيجة الحرب المستمرة، وأشار ثلث الطلبة، خاصة في السنوات الأكاديمية المتقدمة، إلى تراجع واضح في أدائهم الأكاديمي.

وأوضح الاستطلاع أن أكثر من نصف الطلبة يواجهون صعوبات في حضور المحاضرات بشكل فعلي بسبب الظروف الأمنية المتوترة، وأبدى 56% منهم شعورهم بتدهور حالتهم النفسية خلال العام الماضي. 

وطالب رئيس اتحاد الطلبة الجامعيين، إلحانان فلهيمر، الحكومة بالتحرك السريع، مؤكدًا أن "الواقع الذي يعيشه الطلبة اليوم هو من أصعب ما عرفناه، وانعدام الثقة بالمؤسسات الحكومية يعكس هذه الحقيقة المريرة".


المصدر : وكالات