شهدت الساحة السياسية الإسرائيلية تطورات حاسمة أمس مع إعلان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، ما أثار أزمة داخلية عميقة واحتجاجات في الشارع الإسرائيلي. وفي وقت كان لبنان والعالم يترقب نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، انفجرت الأزمة السياسية في إسرائيل لتلقي بظلالها على مجريات الحرب المستمرة في الجنوب اللبناني، في ظل تصاعد الصراع بين إسرائيل و«حزب الله». التغييرات الجذرية في القيادة الإسرائيلية قد يكون لها تأثيرات مباشرة على مسار الحرب في لبنان، فيما تنقسم الآراء بشأن دوافع القرار وتداعياته على الأمن الإسرائيلي.


مع انطلاق الانتخابات الرئاسية الأميركية أمس لاختيار الرئيس الـ47 للولايات المتحدة، ساد لبنان والعالم حالة من الترقب الشديد للنتائج في ظل المنافسة الحادة بين المرشحين دونالد ترامب وكامالا هاريس، اللذين تعهدا بوقف الحروب. في الوقت ذاته، اشتعلت الأزمة السياسية في إسرائيل، تزامناً مع دعوات للنزول إلى الشوارع، بعد قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت وتعيين يسرائيل كاتس بدلاً منه، مع تعديل آخر شمل تعيين جدعون ساعر وزيراً للخارجية.

الإقالة أثارت ردود فعل حادة في الداخل الإسرائيلي، حيث اعتبرت قناة 12 الإسرائيلية أن غالانت قد يعلن استقالته من الكنيست والعمل السياسي. وبثّت صحيفة "هآرتس" تقارير عن إمكانية إقالة رئيس الأركان هيرتسي هاليفي ورئيس الشاباك رونين بار في خطوة لاحقة. وفي تصريحاته، أكد غالانت التزامه بأمن إسرائيل طوال 50 عاماً، مشيراً إلى أن الخلافات مع نتنياهو كانت حول مسائل جوهرية، أبرزها التجنيد الإلزامي، قضايا الجنود الأسرى، والأحداث الأخيرة التي تستدعي تحقيقات رسمية.

من جانبه، تعهد كاتس بعد توليه منصب وزير الدفاع بإعطاء الأولوية لإعادة الأسرى الإسرائيليين والجنود، وتدمير حركة "حماس" و"حزب الله". كما أكد أنه سيعمل على تعزيز المنظومة الأمنية الإسرائيلية في ظل الأوضاع الأمنية الدقيقة التي تمر بها إسرائيل.

إلى جانب هذه التطورات السياسية، فرضت الشرطة الإسرائيلية إغلاقات مرورية في محيط مقر إقامة نتنياهو في القدس، بعد إعلان الإقالة، حيث نزل مئات المحتجين إلى الشوارع في تل أبيب، وأغلقوا محاور رئيسية. واعتبر بعض المحللين أن إقالة غالانت قد يكون لها تداعيات على إدارة المعارك في غزة وجنوب لبنان، في وقت تساءل فيه آخرون عن تأثير هذه التغييرات على سير الحرب في المنطقة.

وتنوعت ردود الفعل، حيث اعتبرت هيئة عائلات الأسرى أن الإقالة تأتي ضمن جهود نتنياهو لإحباط مساعي إعادة المخطوفين، فيما وصف زعيم المعارضة يائير لابيد القرار بأنه "عمل جنوني"، مشيراً إلى أن نتنياهو يفضل البقاء السياسي على أمن إسرائيل.


المصدر : الجمهورية