يعيش لبنان اليوم ظروف اقتصاد متدهور، وعزلة سياسية تغلق أبواب الدول في وجه اللبنانيين وتجعلهم محلّ شكٍ في كلّ مطارات العالم، ناهيكَ عن العقوبات المتزايدة التي تسلب الأمل من الأجيال القادمة، وكلّ ذلك بسبب أنشطة حزب الله الخارجية التي حوّلت حياة اللبانيين إلى جحيم!

فما هي هذه الأنشطة، وكيف أثرت على حياة اللبنانيين؟

تنوّعت أنشطة حزب الله الخارجية من تجارة المخدرات إلى تفجير السفارات، والتي تركت ظلالها في حياة كلّ لبناني، حيث لم يكتفِ حزب الله بنشاطاته داخل لبنان، بل توسّعت أنشطته لتشمل مجموعة متنوعة من العمليات، كان أبرزها تجارة المخدرات التي اتخذها الحزب كمصدر للتمويل، فاستغلَ الأراضي اللبنانية
لزراعة الكبتاغون شديد الخطورة وتهريبه إلى دول عديدة كالسعودية ومصر وغيرها، حتى وصلت تجارته إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية.


ولم تتوقف أنشطة حزب الله عند تجارة المخدرات، فقد شملت أيضًا عمليات تفجير في دول مختلفة حول العالم كان أبرزها الهجوم على السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس عام 1992م، والتي كشفت السلطات الأرجنتينية مؤخرًا عن أحد المشاركين فيه وهو: حسين أحمد كركي رئيس عمليات حزب الله في أمريكا اللاتينية، ولكن ما تأثير هذه الأنشطة على لبنان وشعبه؟

ضغوطات دولية لا تتوقف يتعرّض لها لبنان منذ سنوات بسبب أنشطة حزب الله التي أضعفت الاقتصاد الوطني وأثرت سلبًا على سمعة لبنان إقليميًا ودوليًا ،كما أثّرت على فرص السفر والتجارة، إذ تسببت بفرض قيود صارمة من قبل الدول الأوروبية على منح التأشيرات للبنانيين ورفضها في أغلب الأحيان ،في ظل ربط اللبنانيين بنشاطات الحزب، ولم يقف الأمر عند ذلك ،حيث بات اللبنانيون يعانون في المطارات من تدقيق أمني إضافي ما زاد من شعورهم بعدم الأمان.

يترافق ذلك كلّه مع الأزمات الاقتصادية في لبنان التي تفاقمت في ظلّ تراجع نسبة الاستثمارات الأجنبية التي باتت تهرب من السوق اللبناني بعدما كان ملاذًا أمنًا لها في الماضي، الأمر الذي أدى إلى أزمة في السيولة، وزاد من الضغوط على الشركات الصغيرة والمتوسطة لتسجّل الأسواق المحلية انكماشًا ملحوظًا مع ازدياد معدلات الفقر وتقلّص فرص العمل المتاحة ليصبح واقع لبنان ومستقبله على المَحك، بسبب أنشطة خارجية فُرضت عليه.

لم ينته الأمرُ هنا، فإضافة لتورط حزب الله في الهجماتِ التي وقعَتْ في الأرجنتين خلالَ القرنِ الماضي، فقد بدأت البرازيلِ بمرحلة جديدة لتفكيك جهاز تمويل عمليات الحزب الخارجية، بعد القبض على البرازيلي لوكاس باز ليما الذي كان مروجًا لعمليات الحزب في البرازيل، وقد تلقى حكماً بالسجن لمدة ستةَ عشر 16 عاماً، بالإضافة إلى تركيز البرازيل على نشاط محمد خير عبد المجيد أحد عناصر الحزب، و المختبئ في لبنان، ما وضع المجتمع المحلي اللبناني كاملاً في موضع الاشتباه، ولم يقتصر الأمر على اللبنانيين في بلادهم، بل بسبب أنشطة الحزب خارج لبنان، أصبحت المجتمعات الشيعية عبارة عن فئات مشبوهة في دول إفريقيا أيضاً.