اكتشافات جينية قد تغير مستقبل علاج ألم العصب الوركي
09-11-2024 12:26 PM GMT+02:00
كشف فريق دولي بقيادة جامعة أولو الفنلندية عن نتائج دراسة هامة تتعلق بالانزلاق الغضروفي القطني، أحد أكثر التغيرات البنيوية شيوعًا في أسفل الظهر، والذي يعد السبب الرئيس لألم العصب الوركي. وتُعد هذه الحالة، التي تُعرف أيضًا بعرق النسا، نتيجة لتهيج الأعصاب بسبب ضغط القرص الفقري المنزلق، حيث تزداد مع العوامل الالتهابية في المنطقة المتضررة.
على الرغم من معرفة العوامل المساهمة في تطور الانزلاق الغضروفي، إلا أن الخلفية الوراثية لهذا المرض لم تحظَ بالاهتمام الكافي في الدراسات السابقة. في هذا السياق، استخدمت الدراسة بيانات واسعة من مشاريع دولية مثل FinnGen والبنك الحيوي الإستوني والبنك الحيوي البريطاني، حيث تم تحليل الجينات والبيانات الصحية لنحو 829,699 مشاركًا.
وتمكنت الدراسة من تحديد 41 منطقة جينية جديدة تؤثر على خطر الإصابة بالانزلاق الغضروفي، بالإضافة إلى 23 منطقة تم اكتشافها في دراسات سابقة. كما اكتشف الباحثون العديد من المناطق الجينية التي قد تؤثر على بنية الأقراص الفقرية والعوامل الالتهابية المرتبطة بها.
كما تم العثور على ارتباطات جديدة بين بعض الجينات والجهاز العصبي ووظائف الأعصاب، مما يعزز الفهم حول العلاقة بين الانزلاق الغضروفي والألم الإشعاعي الممتد (الألم الذي ينتشر على طول مسار العصب إلى الساقين أو الذراعين).
علاوة على ذلك، حللت الدراسة حالة المرضى الذين يحتاجون إلى تدخل جراحي بسبب الانزلاق الغضروفي، حيث تم تحديد 5 مناطق جينية جديدة ترتبط بالحالات الأكثر شدة من المرض التي تتطلب العلاج الجراحي.
وأشار فيلي سالو، الباحث في جامعة أولو والمحلل الرئيسي للدراسة، إلى أنه تم تحديد جينات قد تفسر جزئيًا استمرار الألم، مشيرًا إلى وجود اختلافات سريرية في شدة الألم بين المرضى. وأضاف: "هذا النوع من التحليل أصبح ممكنًا بفضل السجلات الصحية المتكاملة في فنلندا التي توفر قاعدة بيانات غنية تسمح بدراسة آليات المرض بشكل شامل".
وأكد الباحثون أن نتائج الدراسة تفتح آفاقًا جديدة للاستخدام في الأبحاث المستقبلية، مما قد يسهم في تطوير حلول طبية ووقائية جديدة. ومن جانبه، قال البروفيسور جوهاني ماتا، المتخصص في الطب الطبيعي والمشارك في الدراسة: "نأمل أن تسهم نتائجنا في تطوير أساليب جديدة لإدارة الألم لدى المرضى الذين يعانون من ألم ممتد بسبب الانزلاق الغضروفي، مما يساعد على تحسين نوعية حياتهم".
المصدر : روسيا اليوم