نفذت القوات الإسرائيلية عملية نوعية شمال لبنان، حيث أرسلت فرقة خاصة عبر غواصة "دولفين" إلى شاطئ البترون لاختطاف قبطان سفينة تجارية يُدعى عماد أمهز. أثارت العملية تساؤلات حول التنسيق والاستخبارات المتقدمة المستخدمة، خاصةً مع نجاح الفريق الإسرائيلي في تنفيذ المهمة دون رصد من قبل قوات "اليونيفيل" البحرية، المسؤولة عن مراقبة القرار الأممي 1701 في المياه اللبنانية.


ووفقاً لمصادر عسكرية قريبة من حزب الله، قد تكون الغواصة "دولفين" الإسرائيلية هي الأداة الأساسية في هذه العملية المعقدة، بفضل قدرتها على التسلل وإيصال فريق خطف أساسي من وحدة "شايطيت 13" النخبوية الإسرائيلية، المدعوم بفريق ثانوي لتأمين الشاطئ، ضمن عملية دقيقة تهدف لاختراق مناطق تحت المراقبة.

وأشارت المصادر إلى احتمال دعم العملية بأساليب حرب إلكترونية متقدمة، لتعطيل أنظمة الرادار اللبنانية، فيما يعتبر تواصلاً استخباراتيًا بين "اليونيفيل" وإسرائيل جزءًا من خطة شاملة لتأمين سحب القوات الإسرائيلية دون مواجهة أي تعقيدات.

وتشير التقديرات إلى أن فريق الخطف الإسرائيلي قد انسحب باستخدام غواصات صغيرة وخفيفة باتجاه "دولفين" في المياه العميقة، مع الحفاظ على صمت تام لتجنب رصد أنظمة المراقبة البحرية اللبنانية.

غواصة "دولفين" نموذج ألماني معدّل

بُنيت هذه الغواصة على تصميمات الغواصات الألمانية وعدّلتها تل أبيب، وهي واحدة من أكثر المكوّنات تقدماً في بَحريّتها وتلعب دوراً حاسماً في عملياتها الرادعة والإستراتيجية.

وصُممت غواصات "دولفين" للعمل في بيئاتٍ عالية الخطورة، بما في ذلك المناطق المعادية أو الخاضعة للمراقبة الشديدة. وتُعتبر أصولاً رئيسيةً لجمْع المعلومات الاستخبارية والتسلّل لدعم قوات العمليات الخاصة مثل «شايطيت 13»، وحدة الكوماندوس البحرية النخبوية، مع القدرة على نشْر الغواصين سراً قرب شواطئ العدو، وهو أمر يكاد يكون مستحيلاً مع الطراد طراز «ساعر»، بسبب خطر اكتشافه.

وباستغلالِ قدرات التخفي التي تتمتّع بها، تجاوزت "دولفين" طرق الدوريات البحرية الرئيسية التي تراقبها «اليونيفيل» البحرية. وبفضل معرفتها لجدول دوريات القوة الدولية في البحر، من المرجح أن الغواصة حدّدت توقيت عمليتها ليتزامن مع فجوةٍ في هذه الدوريات، واختارت فترةً أكثر هدوءاً لتقليل احتمال اكتشافها بواسطة رادارات الجيش اللبناني.


المصدر : وكالات