في ظل التحديات السياسية والأمنية المتصاعدة في لبنان، يعرب البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عن مخاوفه من العودة إلى مربع الأزمات، مشيراً إلى التشابه بين الوضع الحالي ومرحلة "نداء بكركي" في عام 2000، حين طالبت الكنيسة بإنهاء الوصاية السورية بعد الانسحاب الإسرائيلي. وبعد مرور أكثر من عقدين، يرى الراعي أن البلاد بحاجة إلى تجديد "نداء سيادي" يضمن استقلال لبنان، ويحمي وحدة أرضه وشعبه، بعيداً عن التأثيرات الخارجية، في ظل انقسام سياسي وتوترات إقليمية تلقي بظلالها على الاستقرار الداخلي.


البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يعبر عن قلقه على مستقبل لبنان، مشيراً إلى أن الوضع الحالي يذكّر بمرحلة "نداء بكركي" في عام 2000، الذي طالب بانسحاب الجيش السوري بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب. بعد 24 عاماً، يبدو أن لبنان بحاجة إلى "نداء جديد" لاستعادة سيادته وضمان استقراره.

موقف من ترامب وتأثيره على لبنان 
أعرب الراعي عن أمله في أن يسهم الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، في إيجاد حلول للأزمة اللبنانية، مشيراً إلى أن انتخاب رئيس للجمهورية قد يُعجل برأب الشغور في مختلف المراكز القيادية. وأكد أن توظيف العلاقات اللبنانية الأمريكية يمكن أن يخدم مصلحة لبنان، ويضع حداً للنفوذ الخارجي.

الحياد والسيادة الوطنية
شدد البطريرك على أن لبنان يجب أن يكون مستقلاً، بعيداً عن سياسة المحاور، في إشارة إلى التوترات مع إيران. كما أعرب عن أمله في أن تساعد الإدارة الأمريكية الجديدة في استعادة استقلال لبنان، ودعا إلى إحياء سياسة الحياد الإيجابي، التي كانت حجر الزاوية في الهوية اللبنانية كوطن للحوار والتعايش.

أزمة قيادة الجيش والمناطق الحدودية
أشار الراعي إلى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية لحل الشغور في قيادة الجيش ومراكز أخرى، مشيراً إلى دعمه للتمديد لقائد الجيش إذا استمر الفراغ الرئاسي، باعتبار الجيش صمام الأمان الوطني. كما أكد على أهمية تقديم الضمانات للمسيحيين القاطنين في المناطق الحدودية مع إسرائيل، الذين يعانون بسبب استمرار الحرب.

الوحدة الوطنية والعيش المشترك
أكد الراعي تمسك الكنيسة بوحدة لبنان ورفضه للفدرالية، مشدداً على أن لبنان الكبير يقوم على العيش المشترك والانتماء الوطني، وليس الطائفي، وفقاً لدستور البلاد. وأضاف أن لبنان يحتاج إلى دعم مؤسساته الاقتصادية وتوفير فرص العمل للحد من الهجرة المتزايدة التي تطال المسيحيين والمسلمين على حد سواء.

نظرة للمستقبل
أعرب البطريرك الراعي عن أمله في أن ينعم لبنان بالسيادة الكاملة على أراضيه، وبسياسة وطنية موحدة تعبر عن إرادة جميع اللبنانيين. ودعا إلى حياد لبنان كضمان لازدهاره وسلامة مواطنيه، مؤكداً على دور لبنان الإقليمي والعالمي في نشر السلام والتلاقي.


المصدر : اللواء