رغم الحديث عن إمكانية التوصل إلى تهدئة تبدو الأوضاع على الأرض مغايرة تمامًا، حيث تستمر تل أبيب في تعزيز عملياتها البرية جنوب لبنان وتوسيع نطاق أهدافها العسكرية. وعلى الصعيد الدبلوماسي، تبذل الولايات المتحدة جهودًا لوقف إطلاق النار، في وقت تسعى فيه أطراف إقليمية ودولية للعب دور الوسيط، بينما تظهر إشارات متباينة حول إمكانية تحقيق تسوية قريبة، في ظل تداخل المصالح وتزايد التعقيدات السياسية والعسكرية.


رغم التقارير التي تشير إلى احتمال وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، قد صادق على توسيع العمليات البرية في جنوب لبنان، لتشمل مناطق جديدة ضمن خطة عسكرية موسعة. 

وفي السياق ذاته، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأن حزب الله قد "هُزم"، معتبرًا أن الوقت حان "لجني ثمار هذه الهزيمة"، داعيًا إلى تغيير الوضع في لبنان. أما زعيم حزب "معسكر الدولة"، بيني غانتس، فقد دعا إلى إبرام اتفاق قبل الموافقة على أي وقف لإطلاق النار، مبيّنًا أن الهدف الأساسي هو عودة السكان إلى منازلهم بأمان.

بالتوازي، توجّه وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمير، إلى الولايات المتحدة لمواصلة جهود التوصل إلى اتفاق تهدئة في لبنان، وذلك بعد زيارة سريّة قام بها إلى روسيا لمناقشة دور موسكو في وقف تهريب الأسلحة إلى حزب الله، في حال الاتفاق على وقف لإطلاق النار. ووفقًا لإذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن ديرمير زار روسيا أيضًا لمناقشة وسائل وقف تهريب الأسلحة إلى حزب الله.

على الصعيد الأميركي، صرّح مسؤولون بوجود تقدم في المحادثات يُمكن أن يُفضي إلى اتفاق تهدئة في لبنان. وأوضحوا أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يسعى لتحقيق تقدم ملموس في هذا الملف قبل توليه منصبه رسميًا، بينما يحاول البيت الأبيض تحت إدارة بايدن الوصول إلى حل دبلوماسي قبل انتهاء ولاية بايدن. ومن المنتظر أن يتوجه المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، آموس هوكستين، إلى تل أبيب وبيروت قريبًا لمواصلة المبادرة التي طرحها على رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، سعيًا للوصول إلى حل سياسي.

من ناحية أخرى، بدأ مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، زيارة إلى طهران، بتكليف من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، حيث سيلتقي وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي. ووفقًا لمصادر مطلعة، يحمل الأعرجي رسالة أميركية تتعلق بالرد على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.

وفي تعليقه على التطورات، أكد الكاتب والباحث السياسي فيصل عبد الساتر على أن إسرائيل لم تتمكن من تحقيق أهدافها العسكرية في لبنان، مشيرًا إلى أنها تسعى لجعل لبنان "غزة ثانية" عبر التدمير المستمر. وأضاف عبد الساتر أن موقف الولايات المتحدة ضعيف في التأثير على سياسة إسرائيل، رغم الضغوط الداخلية والدولية.


المصدر : سكاي نيوز عربية