خاص - Transparency news تنشر المداخلة الكاملة لريفي في السراي والاشتباك مع الصمد: بدأت إزالة مشروع النفوذ الإيراني في المنطقة
11-11-2024 02:49 PM GMT+02:00
وسط صمت استمر طيلة المداخلة وعلى مسمع من الجميع، فند ريفي قراءته لبداية نهاية عصر النفوذ الغيراني في المنطقة، جازماً بناء على تسلسل تاريخي للأحداث بأن قراراً كبيراً اتخذ بإنهاء هذا النفوذ.
كان وقع الكلام في السراي ثقيلاً، ومدوياً، لكنه خرق كل أساليب الكلام المنمق، وهذا أسلوب ريفي الذي لا يعرف تدوير الزوايا.
ماذا جاء في المداخلة التي صوبت بوصلة اللقاء السني، ونقلته من مجرد لقاء لالتقاط الصورة(التي لم تلتقط) إلى تظهير الصورة الحقيقية التي يفترض على أساسها بناء السياسات التي تحمي لبنان.
بدأت مداخلة ريفي بالإشادة والإشارة إلى موقف موحد من الشعب اللبناني تجاه ظاهرة النزوح، حيث أظهر اللبنانيون، بمختلف طوائفهم ومذاهبهم (المسيحيين، السنة، والدروز)، تعاطفاً كبيراً واحتضاناً لبعضهم البعض. هذا الموقف يعكس الوحدة الوطنية والروح التضامنية التي تجسدت في هذه الأزمة الإنسانية، وهو موقف يعكس القيم الوطنية التي توحد اللبنانيين في مواجهة التحديات، وبعكس ما كان السياسيين يمارسون الاختلاف مع بعضهم البعض، كان اللبنانيين يقمون باحتضان انفسهم، حيث يرى الناس أن هذا الاحتضان المتبادل، يمثل جانباً إيجابياً يعكس التضامن الإنساني. واستمر ريفي:لكن هذا الاحتضان لا ينفي وجود قلق كبير من طول أمد هذه الظاهرة، بالنظر إلى التحديات المحتملة التي قد تنجم عنها، مثل استنزاف الموارد، وزيادة الاحتكاك بين المجتمعات، وظهور التباينات المذهبية والطائفية والسياسية، إلى جانب المناطقية.
تزداد المخاوف من أن يتدخل "الطابور الخامس" لإثارة الفتن، واستغلال هذه الأوضاع الحساسة لمصالحه الخاصة. من هذا المنطلق، يشعر اللبنانيون أن الوضع لا يجب أن يستمر لفترة طويلة، حفاظاً على السلم الاجتماعي والتماسك الوطني، وتجنباً لتفاقم الأزمات الاجتماعية والسياسية.
وأشار ريفي إلى أن الطبقة السياسة، لا يجب أن تترك كل شيء على الأمن والعسكر، لأن الأمن والعسكر لديهم مشكلة كبيرة،فالجميع لديه نقص بالعديد، وهناك انهيار لمدخول العسكريين لا يبقي حماساً عندهم لتنفيذ المهمات، وبالمقابل هذه أول مرة في تاريخ الجمهورية اللبنانية، تسمح قيادة الجيش وقيادات المؤسسات الأمنية، أن يعمل العسكر عملاً ثانياً،هذا عملياً يعني تقسيم ولاء العسكري، بدلاً من يكون ولاؤه مطلق وكامل للمؤسسة، وللوطن عبر المؤسسة، فهو مضطر أن يكون عنده رب عمل ثان، وعلى هذا الأساس، أغلب الأحيان يذهب العسكريون الى مهن غير لائقة "فاليه باركينج"، "دليفيري"، ويصبح مدخولهم من رب العمل الثاني، أكبر من مدخولهم من رب العمل الأول، يعني ولائهه الأكبر يصبح لرب العمل الثاني، ثم ولاؤهم الأصغر يكون للدولة اللبنانية. في المقابل، إذا قررت الدولة أن تزيد عدد العسكريين، فالأسرع والأوفر استدعاء الاحتياط، لأن القانون العسكري، يسمح من قبل ما يمر خمس سنين على تقاعد أي عسكري باستدعائه، هذه سابقة حصلت واستدعينا الاحتياط، وهذه عملية أسرع بحيث يكون العسكري مدرباً وحاضراً، وما زال فتياً، والقانون يسمح بها،على أن تدفع له تعويضات أقل من رواتب العسكريين الجدد.
ودخل ريفي في قراءة الوضع في المنطقة فقال:الظاهرة الثانية التي أشرت اليها تحتم أن نعرف تماماً ماذا يجري في المنطقة، وقلت أن الدور الإيراني انتهى في المنطقة. لم يكن هذا فقط تمنيات أو أحلام أو تبصير. هذا يبنى على وقائع والوقائع يبنى عليها تصور معين، تماما مثل ما نفعل في مسرح الجريمة، نفتش على قشة أو على خرطوشة، أو على اثر صغير وهذا الأثر الصغير نبني عليه فرضية معينة، وعندما زرنا الرئيس بري ككتلة تجدد أبلغته قراءتي للأمر الذي هو مبني على خمس معطيات.
المؤشر الأول: من حوالي ست سنين تقريباً، عقد في القدس اجتماع ثلاثي إسرائيلي أميركي روسي، كان موضوعه الوحيد الوجود الإيراني في المنطقة العربية وكيفية إخراجه منها.
المؤشر الثاني: في وقت متزامن مع قمة القدس،حضر الأمريكيون وبعض الدول الغربية،عملية أمنية اسمها كاساندرا،لقطع التمويل عن حزب الله، وعن أذرع إيران في المنطقة، وبدأوا بتنفيذها أولاً في أمريكا وأوروبا وفيما بعد في أفريقيا.
المؤشر الثالث هو ما شهدته فترة ولاية ترامب السابقة، حيث أقر في الكونغرس قانون صيد الخنازير، وهو الذي يجيز تصفية كل قيادات داعش وقيادات الحرس الثوري الايراني، وتم قتل قاسم سليماني بعد صدور هذا القانون.
المؤشر الرابع أيضاً في تلك الفترة الزمنية،حيث بدأ يتم وضع حزب الله واذرع ايران على قوائم الإرهاب في الغرب، ثم انتقلت الى الجامعة العربية، وبالتالي تم تصنيف الحزب ارهابياً على المستويين العربي والغربي.
المؤشر الخامس هو الخط البري الذي يربط ما بين طهران وبيروت، والذي كان سالكا وآمنا، وكان حزب الله ينقل ما يريد من صواريخ وأسلحة من دون اعتراض أحد، وبالتالي في تلك الفترة بدأ التضييق على تلك المعابر تارة في العراق، وتارة في سوريا الى أن أغلق المعبر الايراني العراقي بشكل شبه نهائي.
في مداخلة ريفي استخلاص واضح: تلك المؤشرات تشير الى أن هناك أمر ما جلل ضخم،يفيد بأن الدور الإيراني انتهي في المنطقة، ويجب إخراج دور ايران وأذرعها من المنطقة، وهنا إذا لم نحسن القراءة لن نعرف كيف نذهب، وكيف ستكون السياسة المستقبلية وعلينا أن نحسن قراءة تلك الاشارات جيدا وأضاف ريفي في مداخلته: العدوان الإسرائيلي مؤسف جداً جداً، ونحن متعاطفين مع أهلنا وفتحنا بيوتنا وقلوبنا، وبالمقابل يجب أن نعتبر ان هذه اللحظة تاريخية لبناء دولة بكل معنى الكلمة . ليس هناك بالدستور اللبناني مرشد أعلى للجمهورية اللبنانية، الذي كان يملي على الحكومة ما يريد، وعلى مجلس النواب ما يريد، ويملي على رئيس الجمهورية ما يريد، وبالمقابل لا توجد دولة في العالم فيها سلاحين. كل دولة فيها سلاح شرعي وحيد فقط. لأجل ذلك هذه فرصة لنقول إما أن نعيد بناء الدولة أو العوض بسلامتكم، لقد رأينا ماذا فعل السلاح غير الشرعي بالدولة، تم نهب أموال المودعين، والسلاح غطى الفساد، وكان هناك ثنائية الفساد مع السلاح، حيث أحضروا فاسدين لتغطية سلاحهم، وبالتالي تم ضرب كل قطاعات الجمهورية اللبنانية التربوية والاستشفائية والتعليمية.
أمام الكلام الكبير، فقد النائب جهاد الصمد القدرة على الصمت، وحاول مقاطعة ريفي بالقول أن هذا الكلام ليس وقته، فرد ريفي: "حبيبي أول شي وقت بكون أنا عم احكي أنت بتسكت، وهلق وقتو هيدا الكلام، زمنياً ومكانياً، وعليه ممنوع تعلق على كلامي، وبس يجي دورك بتحكي اللي بدك اياه"، فرد الصمد: "لا هذا الكلام مرفوض وأنت عم تأخذنا على مكان تاني"، فعاود ريفي الرد: "أنا بروح مطرح ما بدي، واحكي اللي بدي اياه وأنت ما الك حق تقاطعني وتعترض على كلامي، وعليك أن تعلم أننا كلنا نعلم ما هي التزاماتك، وماذا تفعل ولصالح من، وعليك أن تصمت لأننا نعلم جيدا تاريخك، ونعلم أنه عندما كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري في زيارة الى الضنية، أنك عمدت انت ومسلحيك الى قطع الطريق لمنعه من المرور، ومن يقطع الطريق على رفيق الحريري عليه أن يصمت للأبد.
المصدر : Transparency News