لو كان في لبنان آلاف من الناس الذين يحبون بلدهم، كما يحب خلف الحبتور بلده الثاني لبنان، لكان هذا البلد الجميل المظلوم، استطاع أن يواجه كل المؤامرات.


من وطنه الأول الإمارات العربية المتحدة، لا يتعب خلف الحبتور في متابعة الشأن اللبناني. مواقف كان بغنى عنها، ومتاعب تنكب لها، وحملات تشن ضده من طامعين ومبتزين، لكن إيمانه بالوطن الصغير لم يتزعزع. 
عادة ما يغرق رجال الاعمال في عالم الأرقام، وفي زيادة الثروات، لكن الحبتور الذي نجح بتفوق على رأس امبراطورية مالية، بثبات وعزم وإرادة وقيادة، يطل على لبنان، كأحد ابنائه المنتمين إلى تجربة فريدة.
رجل الأعمال الذي يطوف العالم، يخصص وقتاً لاستذكار مشاهد رائعة من الجبل والسهل ومن ينابيع الجبل، والأهم من نموذج فريد، عاشه وافتخر به.
لبنان العيش المشترك، لبنان الانفتاح وحرية الرأي. لبنان الجامعة والمستشفى، لبنان الابتسامة، كلها كأنها ماثلة في وجدان الرجل، مع حزن دفين، على مصير لا يليق بوطن اجتمعت فيه كل هذه المواصفات.
يسير خلف الحبتور عكس سير الأحداث، كأنه يقرأ في كتاب مختلف. 
تفاؤل بعودة وطن الأرز وأهله بمسلميه ومسيحييه، بطابعه اللبرالي، بالتسامح، بالفرح، بالازدهار. هكذا يراه، والأرجح أن تتحقق الرؤية ولو بعد حين. 
في زمنٍ عصيب يشهد فيه لبنان عزلة غير مسبوقة عن محيطه العربي، وانهياراً اقتصادياً وأزمات متلاحقة، يقف "أبو راشد" بصلابة، كأحد أكبر الداعمين والمستثمرين فيه. ليس خلف الحبتور مجرد رجل أعمال، بل هو حليف استراتيجي للبنان، وصديقٌ نادرٌ من الطراز الذي يملك الشجاعة لمواجهة مشروع “الممانعة” الذي يخنق لبنان ويعزله عن محيطه العربي

الحبتور: دعم ثابت وشجاعة في وجه التحديات

يأتي دعم الحبتور للبنان ليس بوصفه رغبةً في تحقيق أرباح مالية،الفندق الذي بناه تحفة مؤجلة الاستثمار ومتراكمة الخسائر لكنه لا يأبه.فتح أبواب هذا الصرح مع علمه بأن الظرف ليس توقيتاً ملائماً لتشغيل فندق، لكنه قال بالملآن: هذا الفندق هو احد معالم بيروت، يجب ان يبقى مفتوحاً.
  إيمانه بالقيم والمبادئ التي طالما عُرف بها لبنان، كالوطن الحُر، الديمقراطي، والنظام الليبرالي الاقتصادي والسياسي، إيمان صلب. إنّ استثمارات الحبتور في لبنان ليست مجرد مشاريع تجارية، بل تأكيد على أن لبنان يجب أن يبقى مستقلاً ومرتبطاً بعروبته، بعيداً عن النفوذ الإيراني الذي يسعى محور “الممانعة” لفرضه عليه.
تجربته في الحداثة إماراتية النكهة.تسامح رخاء سلام فرص عمل وتطلع الى المستقبل. هكذا بنت قيادة الإمارات جزيرة من السلام وسط عالم مجنون.

خلف الحبتور، الذي يصفه اللبنانيون بالصديق الحقيقي، يعرف معنى العيش المشترك والحرية التي تميّز لبنان، ويدرك ما يحتاجه البلد فعلاً ليستعيد استقراره وسيادته. وبالرغم من حملات التشويه التي تستهدفه بسبب مواقفه، يواصل الحبتور دعم الشعب اللبناني، رافضاً التخلي عن رؤيته للبنان كجزء أساسي من النسيج العربي.

كيف أساءت “الممانعة” للبنان؟

لقد استغل محور “الممانعة” المرتبط بإيران لبنان كأداة لتحقيق أهدافه الإقليمية، وعرّض سيادته لخطر التبعية. هذا المحور، الذي يدعي حماية السيادة، أضعف ارتباط لبنان بمحيطه العربي، ليصبح معزولاً عن العالم ومنفصلاً عن دعم أصدقائه الحقيقيين. خلف الحبتور يدرك هذه الحقيقة، ويرى أن السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان يكمن في العودة إلى الحضن العربي وتعزيز استقلاله.

إن ما تفعله “الممانعة” في لبنان هو فرض عزلة سياسية واقتصادية على الشعب اللبناني، وتخريب علاقاته مع دول الخليج والعالم العربي. هذا النهج جعل لبنان دولة منعزلة، تعاني من ضغوطات لا تُحتمل. والحبتور، الذي لم يأبه لانتقادات هذا المحور، يجدد إيمانه بأن لبنان، بموارده البشرية واقتصاده الحر، قادرٌ على النهوض إذا توفرت له البيئة العربية الصديقة.

كيف يرد اللبنانيون الجميل؟

خلف الحبتور لا يحتاج إلى الإطراء، بل يحتاج إلى تحرك حقيقي من الشعب اللبناني، تحرك يعبر عن رغبة صادقة في استعادة علاقات لبنان العربية وتأكيد هويته. اللبنانيون يمكنهم التعبير عن تقديرهم لجهود الحبتور من خلال تعزيز وحدتهم وتثبيت مواقفهم الرافضة لأي تدخل خارجي يهدف إلى عزلهم عن محيطهم العربي.

بإمكان اللبنانيين تقدير جهود الحبتور من خلال التصدي للمشاريع التي تسعى إلى تحويل لبنان إلى تابع لإيران، وتأكيد روابطه العربية التي تمثل له بوابة للخروج من أزماته. ويجب على اللبنانيين أن يدركوا أن الحبتور، بصفته مستثمراً وشخصية بارزة، يقدم لهم نافذة أمل جديدة، ويتحمل معهم ثقل ضغوطات “الممانعة” التي تريد إبعاد لبنان عن دوره التقليدي وارتباطاته العربية.
عن رجل يتنفس لبنان تحدثنا في هذا المقال، لكن المجال يتسع للكثير.
إنه البعيد القريب.
إنه الصديق الصادق.
إنه أحد صلات الوصل مع عالم عربي يسير بسرعة نحو الحداثة.
إنه من تنشق هواء لبنان، فبقي الهواء في صدره، رصيداً لن ينتهي.