شركات مالية في لبنان: ضحية الحرب والأزمات
16-11-2024 01:50 PM GMT+02:00
أزمة اقتصادية وحرب جديدة دفعت ثمنها على سبيل المثال لا الحصر الشركات المالية تماما كما كل مواطن لبناني. وكم من مبدع لم يرَ لإبداعه أفقاً في لبنان، وكم من مستثمر اضطر قسرا للهجرة وتهريب استثماراته وشركاته والبحث عن أمان اقتصادي ومالي في الخارج؟!
وتلك الأيام السوداء لا تختلف عن الأسواق السوداء الموازية لاقتصاد البلاد الرسمي. أين هيئة الأسواق المالية؟ أين ضبط الشركات غير المرخصة التي تضرّ بالبلاد تماما كإضرارها بسمعة الشركات المالية التي "تبحث وتستجدي" ترخيصا للعمل النظامي الذي يحمي عملاءها (من اللبنانيين) ويدخل إيرادات للدولة ويحمي سمعة هذا السوق من "فلتان" ليس آخره سوق الأسواق المالية.
هيئة الأسواق المالية "ضحية" أزمة المصارف
إحدى ضحايا الأزمات اللبنانية المتراكمة، والأزمة المالية تحديدا في السنوات الأخيرة كانت شركات التداول النظامية. أوقف مصرف لبنان يومها إصدار التراخيص للشركات المالية وعزا السبب في خضم الأزمات لمخاوف من شركات وهمية وتبييض أموال.. ألخ. لكنّ الحل لا يقوم ويستقيم بوقف التراخيص بل بالاطلاع بدورِ رقابي وتنظيمي كما في كل دول العالم. لا يمكن أن يذهب الصالح بعزاء الطالح. شركات تستوفي كل الشروط العالمية دفعت ثمناً باهظاً إزاء هذا التقصير من قبل المصرف المركزي والدولة اللبنانية. وإذا كان الاقتصاد أهمّ ما تبحث عنه الدول حتى في حروبها وعلاقاتها الدولية، لكنّ الحال ليس كذلك في لبنان. فالاقتصاد في مكان أسود أو رمادي وضعته فيه الدولة "المختطفة" التي انصرفت إلى الضفة الأخرى حيث تمعن باستهداف البلاد والعباد.
فـ"غياب هيئة الأسواق المالية عن الوعي" بسبب تعطيلها المقصود منذ أكثر من سنتين، ولو قامت هذه الهيئة بدورها على صعيد الترخيص للشركات ومتابعتها ومراقبتها واستكمال نظامها الداخلي بإنشاء محكمتها الخاصة، لما وصلنا إلى ما نحن فيه. وللدقة أكثر، هذا مثال حيٌ عن شركة Arrow Trade التي يؤكد صاحبها ومديرها العام السيد علي الخليل على أنه "نحت الصخر باحثاً عن تنظيم العمل واستحصال كل الرخص المطلوبة، واشترى شركة مرخصة بعد توقّف الرخص، لكنّ الدولة غائبة وتمعن بوضع العصا بالدواليب" على حد قوله.
Arrow Trade .. شركة تداول تستوفي الشروط العالمية
في حديث مسجّل مع السيد علي الخليل، في مقر إقامته في دبي، وهو الرئيس التنفيذي وصاحب شركة Arrow trade يؤكد أنّ انتقاله إلى دبي جاء في أعقاب بدء الحرب الأخيرة على لبنان. أصرّ خليل على أنّ "تغيير مقر العمل يأتي هو في إطار التوسع لا الانتقال". يبدي خليل رغبته في انتهاء الحرب حيث يصف السوق اللبناني بـ"السوق الخصب ماليا" لكنه "يحتاج استقراراً أمنياً واطلاعا من الدولة اللبنانية بدورها لتنظيم هذا السوق وشركات التداول فيه ما يحمي العميل ويأتي للدولة بموارد مالية كما في كل دول العالم". لا ينفي مدير عام شركة Arrow Trade حجم الخسائر التي مُني بها هذا القطاع في السنوات الأخيرة قبل أن تأتي الحرب المدمرة وتمعن في ضرب هذا القطاع. لكنه يشير في الوقت نفسه أنّ من أهمّ أسباب توسعه هو في إطار "عدم الاستسلام ومواصلة خدمة العملاء وحفظ أموالهم بإيجاد أسواق بديلة تغطّي الخسائر المترتبة من جراء الأوضاع في لبنان".
في حديث مع عدد من العملاء على منصة Arrow trade رفضوا الكشف عن اسمهم كان لا بدّ من التأكد من كلام السيد خليل. يؤكد هؤلاء أنهم "لم يتأثروا بالإيداع والسحب في تعاملاتهم، ووصفوا منصةArrow Trade بالمنصة ذات المصداقية والشفافية والأمان المالي". لعلّ هذا الكلام يتقاطع إلى حد بعيد مع توسّع هذه الشركة إلى دبي واستحصالها على رخصة من "هيئة الأوراق المالية والسلع" في دولة الإمارات العربية المتحدة أو ما يعرف بـSCA .
ARROW TRADE.. تستحصل على ترخيص في الإمارات.
تأسست شركة Arrow Trade عام 2020، لصاحبها السيد علي الخليل. على مدار سنوات، بحث خليل عن "تنظيم العمل والالتزام بالقوانين اللبنانية والاستحصال على ترخيص لإيمانه بالدولة اللبنانية" التي لم تبادل مواطنيها وأصحاب الاستثمارات ورؤوس الأموال الاحترام ذاته. وبعد معارك طاحنة بين الباحثين عن الشرعية (أمثال خليل وقلّة غيره في هذا المجال) والباحثين في المقابل عن استنزاف مقدرات الدولة، أصرّ خليل "على متابعة أعماله في لبنان رغم كل التضييقات التي واجهها". يؤكد أنّ المرحلة الحالية ستمرّ ويبدو متفائلا بعودة السوق المالي إلى حاله بعد انتهاء الحرب لكنّ توسّعه إلى دبي يحمل في طياته سببان:
- السبب الأول، هو فتح سوق جديد لشركة Arrow trade تماما كتوسعه باتجاه تركيا وأفريقيا ودول أوروبية وبلدان عربية أخرى، ومعها يبقي على شركته "قائمة في لبنان" ويحافظ على عملائه المخلصين والذي يسعى بدوره لمبادلتهم الإخلاص نفسه رغم كل التحديات في لبنان.
- السبب الثاني، استحصلت الشركة على رخصة من SCA في دبي (هيئة الأوراق المالية والسلع). وهذا بحد ذاته رسالة إلى الدولة اللبنانية أنّ شركة Arrow trade تستوفي الشروط العالمية في دولة يجمع العالم على ريادتها في كل المجالات وعلى رأسها السوق المالي. فعشرات الشركات العالمية مسجلة في "هيئة الأوراق المالية والسلع" المعروفة بـSCA في الإمارات العربية المتحدة. استوفت Arrow trade هذه الشروط وانطلقت في رحلة جديدة استكمالية لرحلتها في لبنان ودول عدة حول العالم.
وفي ختام الحديث، يؤكد صاحب ومدير عام شركة Arrow trade أنّ إخلاص الشركة لعملائها على مدار قرابة 5 سنوات وتوسّع الشركة المستمر "سيبقيها شركة لبنانية رائدة، وسيكافح لإبقائها دوما في السوق اللبناني بإيمانه بلبنان واقتصاده الرسمي.. وبعد الحرب سيعود وينهض ويستقطب الشركات العالمية فيما موقع Arrow trade سيصمد في السوق اللبناني لو اضطر ذلك لاستثمار كل توسّع الشركة في الإبقاء عليها عاملة وفاعلة ومخلصة لعملائها في لبنان، ولبلد مهما كبر أهله ونجحوا في الخارج فإنّ عينهم لا تزوغ عن لبنان وقلبهم لا ينبض خارجه". على حد تعابيره.
المصدر : Transparency News